قدّم «مهرجان بيبلوس» ما لديه لهذا الموسم من مواعيد في مجالٍ يعدّ إلى حدٍّ ما من اختصاصه، أي الروك والموسيقى الإلكترونية والبوب. مساء غد، يصل البرنامج إلى المحطة ما قبل الأخيرة، مع الثنائي المالي الشهير أمادو ومريم، قبل أن يودّع منظمو «بيبلوس» الموسم مع الأوبرا، وينصرفوا إلى البدء بإعداد فعاليات الدورة المقبلة.
يخوض «بيبلوس» غداً في مجال موسيقى الشعوب، وتحديداً الفرع الأفريقي منها، مع الأمسية الوحيدة التي يقدمها الفنانان أمادو ومريم. بالتأكيد، فخيار المنظمين موفقٌ، ولو أنه لا يعدّ اكتشافاً مهماً، بما أن هذا الثنائي يتمتع بشهرة واسعة.


الفضائيات المتخصصة بالموسيقى تساهم في انتشار أعمال أمادو ومريم، مثل محطة Mezzo التي تعرض غالباً كليباتهما. ونذكر في السياق أيضاً، أن محطة «فرانس 2» بثت ليلة السبت/ الأحد الفائت حفلة حية كاملة، ضمّت الثنائي إلى جانب مانو تشاو، الفنان الشهير المعجب جداً بزميليه الماليّين. أمادو ومريم هما ثنائي من مالي، فقدا نعمة النظر، أبصرا العالم من خلال الموسيقى. تعارفا عام 1975 وتزوّجا بعد خمس سنوات. لم يبحثا كثيراً عن اسم لفرقتهما أو مشروعهما الفنيّ. اكتفيا بجمع اسميْهما شريكيْن في الفن والحياة. أمادو عازف غيتار ومغن، ومريم مغنية أساسية في الفرقة. صحيحٌ أن موسيقاهما تستعير من الروك والبلوز (طبعاً)، والبوب الغربي وحتى الديسكو، غير أن النكهة الأفريقية لا تغيب عن أي من أغنيتهما. كغيرها من الفرق التي خرجت من إطار التقليد، تجمع موسيقى أمادو ومريم عناصر غربية معاصرة آتية من التيارات الرائجة، وأخرى أفريقية بدائية، تحضر في الجملة اللحنية، أي المكوِّن التي يحدِّد روح العمل الفني، وكذلك في الإيقاع.


ولد أمادو ومريم في مدينة باماكو التي عادا إليها من خلال أشهر ألبوماتهما Dimanche A Bamako (الأحد في باماكو) الذي ينضح، كما كل الموسيقى الأفريقية، بفرحٍ لن يعرف أحدٌ ما الذي يجعل مسكنه القارة الأكثر عذاباً.
أمادو ومريم هما عنوان البساطة والشفافية، ورسولا حبّ وسلام، في ممارسة حياتهما، كما في أغنياتهما. حالهما كحال فناني البلدان النامية، إذ بدآ نشاطهما من خلال ظهورهما في المناسبات الاجتماعية، قبل أن يبدأ مشوارهما نحو العالمية من فرنسا، الحاضن الحالي والمستعمر القديم. معظم أغانيهما بالفرنسية، وبعضها بلغتهما الأم. العام الماضي، ظهر الثنائي أمادو ومريم في جنوب أفريقيا، مؤدياً النشيد الرسمي لكأس العالم في كرة القدم خلال الاحتفال الافتتاحي. «الثنائي الساحر» (كما عنوَنا ألبومهما الأخير)، اكتشفه الجمهور اللبناني يومذاك من خلال الشاشة الصغيرة، وغداً سيكون اللقاء حيّاً عند مرفأ جبيل القديم.




أمادو ومريم في «مهرجانات بيبلوس الدولية»: 8:30 مساء غد. للاستعلام: 01/999666 ـــ www.byblosfestival.org