الفنّ ليس «عابراً» للطوائف
أن ترسم المسيح في لبنان، هذه جريمة لا تغتفر! هذا ما اكتشفه المعماري والتشكيلي الشاب روي داغر في معرضه الفردي الأول «تيليغرام عابر للبحار». يتضمّن المعرض أكثر من مئة وخمسين لوحة، رسمت بالزيت، والأكواريل، والأكريليك، بدأ داغر بإعدادها منذ حرب تموز 2006. عرضت الأعمال في قصر «الأونيسكو» أخيراً، وتستلهم في معظمها يوميات الحرب والدمار. لكنّ لوحة محددة أزعجت إحدى زائرات المعرض على ما يبدو. تجسّد اللوحة المسيح مصلوباً، وهو يمسك عصا قائد الأوركسترا. «تقدّمت تلك السيدة من إحدى موظفات الاستقبال لتسألها إن كان الرسام مسلماً أو يهودياً، ومن سمح له برسم المسيح عارياً»، يخبرنا داغر المصدوم بهذا التأويل المنغلق للعمل الفنّي. في اليوم التالي، وجد داغر لوحته ممزقة، ومشقوقة في وسطها! وهنا، يتّهم المعماري الشاب السيدة المجهولة بالقيام بهذا العمل، مشيراً إلى أنّها «استغلت غياب موظفي الاستقبال، لتهشّم ما رأته مسيئاً».