القاهرة | هل هناك من يسعى فعلاً إلى إعادة إشعال النار بين مصر والجزائر؟ سؤال يبدو بديهياً بعد انتشار خبر يعلن أنّ شيرين عبد الوهاب وضعت شروطاً تعجيزية للغناء في العاصمة الجزائرية الشهر المقبل. وأبرز هذه الشروط كانت طلب مبلغ تسعين ألف دولار أميركي مقابل هذه الحفلة، إلى جانب الإصرار على حصولها مع فرقتها الموسيقية على طائرة خاصة تنقلها من بلد المليون ونصف المليون شهيد إلى مصر. ورأت صحف جزائرية من بينها «الشروق» أنّ هذه المطالب تهدف أولاً وأخيراً إلى التهرّب من الغناء في الجزائر «لأن هذه الفنانة المصرية لا تزال تحمل ضغينة للبلد الذي أقصى منتخب مصر لكرة القدم عن المشاركة في نهائيات كأس العالم في العام الماضي».
وطبعاً استعادت الصحف الأحداث المأسوية التي تلت مباراة أم درمان الشهيرة وما تبعها من قطيعة بين البلدَين
العربيَّين.
إلا أن محمد عبد الوهاب شقيق النجمة المصرية والمتحدّث باسمها نفى كل هذه الأخبار. بل تحدّث عن حقيقة ما جرى، قائلاً إنه تلقّى اتصالاً من منظّمي الحفلة قبل أيام وسألوه عن استعداد شقيقته للغناء في الجزائر. ووافق عبد الوهاب لكنّه أوضح للمنظمين أنّه يجب عليه أولاً الاطلاع على جدول أعمال شيرين للشهر المقبل. وبعد إصرار الجهة المنظمة على معرفة الأجر الذي تريده صاحبة «آه يا ليل»، قال: 90 ألف دولار «لأن هذا هو المتوسط الذي تحصل عليه شيرين». والمعروف أن هذه الأخيرة تصنّف فنانة من الصف الأول في مصر خلال السنوات الأخيرة. ويوضح محمد عبد الوهاب أنّه لم يتطرّق إلى أي أمر آخر، خصوصاً ما يتعلّق بالطائرة الخاصة. وهنا، لا يتردد شقيق النجمة المصرية في القول إن ما قرأه في الصحف فاجأه «كأن شيرين كانت تغني في الحفلات بألف دولار حتى يعد مبلغ 90 ألف دولار مبالغاً فيه». وأضاف أن صاحبة «صبري قليل» لا تتعاطى في الأمور السياسية «والظروف الحالية لا تسمح بعودة الفتنة والحروب بين الشعوب العربية». كذلك ناشد الجمهور عدم الانسياق وراء هذه الأخبار والشائعات، مؤكداً أنّ شقيقته مستعدة للغناء في الجزائر وفي أي بلد عربي ما دامت ظروفها تسمح بذلك.
وتأتي هذه الأخبار لتعيد طرح علامات استفهام حول اندمال الجرح بين المصريين والجزائريين، خصوصاً في ظل أخبار أفادت باحتفاظ وزارة الثقافة الجزائرية بلائحة سوداء لفنانين مصريين ممنوعين من الغناء في الجزائر. من جهة أخرى انتهت شيرين من تصوير فيديو كليب أغنية «متعتذرش» من ألبومها الأخير مع المخرج وليد ناصيف في بيروت، على أن يبدأ عرضه على الشاشات العربية مطلع الشهر المقبل، بينما لم تعطِ موافقتها حتى الساعة على غناء أي من تترات المسلسلات المصرية التي ستُعرض في رمضان على حد قول شقيقها.