دمشق | دريد لحام مشغول هذه الأيام: تلقّى عروضاً عدة للمشاركة في بعض المسلسلات، تمهيداً لعودة قوية إلى الدراما. كذلك تراجع عن قرار اعتزاله المسرح؛ فعاد أخيراً مع شريكه القديم عمر حجو (مؤسس «مسرح الشوك»)، وحسام تحسين بيك ومجموعة من النجوم الشباب في مسرحية «السقوط». كتب لحام نص العمل مع علاء الدين كوكش، ليفتتح العمل احتفالية «الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010».
لكن عودة صاحب «كاسك يا وطن» المسرحية لم تمر من دون انتقادات. رأى بعضهم أنّه يريد التربّع مجدداً على عرش النجومية قبل الاعتزال نهائياً. إلا أن للحام وجهة نظر أخرى. يقول لـ«الأخبار»: «اعتزلت المسرح؛ لأننا في مرحلة من المراحل حملنا الفن على أكتافنا. وبما أن الفن غالباً ما يعجز عن إحداث تغيير فوري، أصبتُ بالإحباط. لكنني لم أبلغ مرحلة اليأس. والعودة الآن تعني الانتصار على هذا الإحباط». هكذا اتصل صاحب شركة «إيكوميديا» القطرية بالنجم السوري، مبدياً رغبته في تقديم عمل عن أسباب ضعف الوطن العربي... فكان «السقوط». «الفن يخلق مخزوناً قد يصنع تغييراً بعد أجيال عدة، وهو ما حدث مع انتفاضة أطفال الحجارة في فلسطين. هؤلاء لم يعاصروا النكبة، لكنّ مخزوناً فنياً تكوّن عندهم عن النكبة وأدّى إلى تفجّر ثورتهم»، يقول لحام قبل أن يضيف: «هذا تحديداً ما نحاول التأسيس له من خلال أعمالنا. في «السقوط» نقدِّم تسع لوحات، وفي كل لوحة نتناول سبباً من أسباب ضعف الوطن العربي».
كل من شاهد العرض، استوقفته حتماً إحدى اللوحات. لقد انتقد العمل هتاف «بالروح بالدم نفديك يا زعيم» الذي اعتادت الشعوب العربية ترديده. وتتساءل اللوحة: لماذا لا يردد الشعب الهتاف هذا للوطن الذي يبقى بعد رحيل كل الزعماء؟ لعلّ هذا ما بدأ يحدث اليوم في خضم «الربيع العربي». وكما هي العادة في مسرح دريد لحام، ينتهي العرض بفسحة أمل. هذه المرة اختار الكوميديان السوري اختتام عمله بأغنية عبد الحليم حافظ الشهيرة «أحلف بسماها وبترابها».
ومن المسرح إلى التلفزيون: بعدما رفض المشاركة في مسلسل«طالع الفضة» اختار لحّام مسلسل «خربة». يوضح: «عرض عليّ مسلسلان: الأول هو «طالع الفضة»، والثاني «خربة». وقد اخترت العمل الثاني لأنّه الأقرب إليّ، بالإضافة إلى مهارة كاتب السيناريو ممدوح حمادة، والمخرج الليث حجو؛ إذ حقق هذا الثنائي نجاحاً كبيراً في «ضيعة ضايعة». وهو نوع كوميدي يبقى في الذاكرة». ويشرح دوره في المسلسل المنتظر عرضه في رمضان: «أجسّد شخصية أبو نمر، كبير إحدى العائلات في قرية تنتمي إلى ريف السويداء. وتنشأ بين عائلته وعائلة أخرى منافسة دائمة تنتهي بتدبير إحداهما المقالب للأخرى؛ لأن كبيرَي العائلتين لم يواكبا تطوّر العصر. ويبدو أن هناك تقاطعاً بين هذه الشخصية، وشخصية أبو الفضل التي قدّمتُها في «غربة»».
ورداً على الأخبار التي تحكي عن مقاطعة المحطات الخليجية للدراما السورية في ظل ما يشهده البلد حالياً، يرد صاحب «صح النوم» بأنّ الدراما السورية بخير، وخصوصاً بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها «لا يمكن أن يتعرّض هذا القطاع للكساد؛ لأنّها مطلب جماهيري يحقق رواجاً. والمسلسلات السورية طبق أساسي على الموائد الرمضانية في الوطن العربي، وستبقى حاضرة على أغلب المحطات».
الحديث مع دريد لحام في هذه الأيام التي يعيشها الوطن العربي لا يخلو من السياسة. يقول: «الناس خرجوا من بيوتهم من أجل الوطن وفداءً له. والشباب غالباً ما يندفعون بطريقة عفوية من دون التفكير بما سيخسرونه... لذلك، فالحل يكمن في البدء بالإصلاحات».
لكن الانتقادات السياسية لم توفّر لحام الذي اتُّهم بدعم الأنظمة العربية ضد شعوبها، وخصوصاً بعد انتشار شريط فيديو يظهر استقباله للزعيم الليبي معمّر القذافي في منزله في دمشق مع مجموعة من النجوم السوريين. يقول صاحب «حمام الهنا» إنّ «التسجيل يعود إلى 2008. كيف لي أن أرفض استقبال زعيم استقبلته سوريا، وهو الذي طلب أن يحضر إلى منزلي؟». مع ذلك، يبقى الملف الأدق ذلك المتعلّق بالاحتجاجات في سوريا. هنا، يذهب لحام في نظرية المؤامرة حتى النهاية، ليعزل ما يجري في سوريا عن رياح التغيير التي تهبّ على ديار العرب. ويردّ على الانتقادات الموجّهة إلى الفنانين السوريين الذين لم يدعموا التحركات الشعبية، وهو واحد منهم: «كل ما يحصل هو لعبة قنوات تاجرت بتصريحات كاذبة واجتزأت من تصريحات أخرى، فقوّلتنا ما لم نقله من أجل استهداف هذا البلد. إنها مؤامرة انكشفت وتبينت وتعتمد على مبدأ التجييش والتحريض والنيل من كل ما هو مشرق في سوريا».



هل همس في أُذن القذافي؟

ربما كان الفيديو الذي يظهر معمر القذافي في بيت دريد لحام قد فاجأ كثيرين، وخصوصاً أن النجم السوري كان قد أدان منذ انطلاق الثورة الليبية عملية قتل المدنيين، وانتقد الفقر المنتشر في هذا البلد العربي رغم ثروات ليبيا النفطية. هنا تساءل البعض: هل همس دريد لحام بذلك للقذافي عندما استقبله عام 2008؟ يأتي جواب لحام قاطعاً: «لا يحتاج الشعب الليبي إلى من يتحدث باسمه، ولا يمكنني الحديث مع أي زعيم عربي عن شؤون بلاده». من جانب آخر يكتب لحام سيناريو فيلم سيكون خطوة ثانية بعد فيلم «الآباء الصغار» (مع حنان ترك). ويتناول العمل الجديد موضوع العائلة المفككة وانعكاسها على أفراد الأسرة.