الغيتار كهربائي والروك غجري صربي

على برنامج المهرجان حفلة لعازف الغيتار الشهير آل دي ميولا وأخرى للموسيقي الصربي غوران بريغوفيتش. موعدان يعطيان هذه التظاهرة نكهتها
قد تكون هناك ملاحظات متعددة الجوانب على برمجة «مهرجان بيروت للموسيقى والفنون» (فنية، ثقافية/ سياسية/ اجتماعية...)، لكنّ الـ BMAF يشتمل على الأقلّ على محطتين ستجعل الكثيرين يغضّون النظر عن نقاط ضعفه.

الموعد الأول في السابع من حزيران (يونيو) المقبل، مع عازف الغيتار الشهير آل دي ميولا وفرقته World Sinfonia. والثاني هو اختتام التظاهرة الفنية، مع غوران بريغوفيتش، ترافقه فرقته ذات الاسم المعبّر: «أوركسترا الأفراح والأتراح». آل دي ميولا، الأميركي الخمسيني، هو من أبرز الشخصيات في تاريخ العزف على الغيتار (الكهربائي خصوصاً) في العالم، لما له من مهارات تقنية وموسيقية، وظّفها في مختلف الأنماط، من الجاز إلى الموسيقى اللاتينية والفلامنكو والفيوجن. تقوم مسيرته الفنية على العزف المنفرد، وعلى المشاركة في أداء جماعي مع بعض زملائه، والمساهمة في مشاريع موسيقية عرفت انتشاراً كبيراً، مثل عضويته في فرقة Return To Forever مع عازف البيانو تشيك كوريا أواسط السبعينيات.
لكنّ شهرة دي ميولا العالمية لم تتحقق إلا مع صدور الأسطوانة التي تعدّ من الأكثر مبيعاً في فئة التسجيلات الحيّة، Friday Night In San Francisco (1980). ففي هذه الحفلة يعزف آل دي ميولا إلى جانب عازفَي الغيتار الشهيريْن، باكو دي لوتشيا المقرّب أيضاً من الموسيقى الكلاسيكية وجون ماكلوفلن صديق الموسيقى الهندية (مشروعه الشهير بعنوانه الرئيسي Shakti). يلتقط المستمع أنفاسه من اللحظة الأولى إلى اللحظة الأخيرة، خلال هذا اللقاء. إنه تحدي جبابرة في العزف على الغيتار، لو أن بعض ما يقدمه الثلاثي خالٍ من الموسيقى لمصلحة المهارات التقنية.
تأتي زيارة آل دي ميولا إلى بيروت ضمن جولة عالمية مع فرقة يتولى قيادتها هي New World Sinfonia، التي تعدّ امتداداً لمشروع تحت عنوان مشابه أطلقه العازف المرموق مطلع التسعينيات (ورجع إليه مرتيْن لاحقاً). تضم الفرقة إلى جانب دي ميولّا خمسة فنانين مغمورين (عازف أكورديون، عازف غيتار، عازفي إيقاعات وعازف باص).
أما مسك الختام، فمع عازف الغيتار والمؤلف الموسيقي الصربي، صديق المخرج أمير كوستوريتسا، وزميله في صناعة الروك الغجري البلقاني. غوران بريغوفيتش (مولود في سراييفو عام 1950)، عُرف خصوصاً من خلال الموسيقى التي وضعها، في ثمانينيات القرن الماضي، لأعمال سينمائية ثلاثة تحمل توقيع كوستوريتسا، هذا مع العلم بأن مسيرته الفنية تعود إلى ما قبل ذلك، كعازفٍ في فرق محلية مغمورة خارج الحدود. بعدما خاض كوستوريتسا تجربته الموسيقية الخاصة، وبات يتولى وضْع موسيقى أفلامه، تفرّغ بريغوفيتش لمسيرة مستقلة (في إقامة الحفلات، والتسجيل، ووضع موسيقى أفلام أيضاً)، لاقت شهرة واسعة قد تكون نتيجة رصيده القوي في فترة شراكته مع مواطنه (موسيقى فيلم Underground تحديداً).
هنا تجدر الإشارة إلى أن كليهما ينتهج النمط الموسيقي العام ذاته، أي الروك الغجري البلقاني الذي يعتمد على آلات النفخ الخشبية والنحاسية، والإيقاع والأصوات الغربية الآتية من عالم الروك، إضافة إلى الوتريات والغناء أيضاً. الرجلان زارا لبنان ضمن مهرجانات بيت الدين، أمير في 2009 وغوران في 2003 حيث ألهب الأخير الجمهور اللبناني وهو في أوج شهرته العالمية. أسس غوران فرقته الموسيقية الخاصة، وأعطاها اسمWedding & Funeral Orchestra. تتألف هذه الفرقة من حوالي أربعين عازفاً ومغنياً. في «بيت الدين» كانت الفرقة كاملة (علماً بأنه تم اللجوء إلى بعض العزف المسجّل مسبقاً أو Playback). لكن في بيروت فقد تختصر إلى الربع. أما المؤكّد، فإنه سيقدّم أغنيته الشهيرة «كلاشنيكوف»، إضافةً إلى الأعمال ذات الطابع الجنائزي الحزين. في الحالتين، سيقترب من ذاكرة المكان الذي يحتضن حفلته، قبل أن يصبح اسمه Beirut Souks!

آل دي ميولا: 8:30 مساء 8 حزيران (يونيو)
غوران بريغوفيتش: حفلة الختام 8:30 مساء 12 حزيران (يونيو)