القاهرة | مصر ضيفة على «كان». كان ممكناً أن يثير الخبر الفرح... لكنَّه جاء ليصيب كثيرين بالغضب. أوّل أصوات الاعتراض أطلقها محمد خان، إذ قال لجريدة «الشروق»: «من صنعوا دعاية النظام السابق لا يحق لهم تمثيلنا في كان». تلميحات خان طاولت المخرجين شريف عرفة ومروان حامد من دون تسميتهما. الأول أشرف على حملة «الحزب الوطني» في الانتخابات البرلمانية المزوّرة، والثاني أخرج اللقاء التلفزيوني المطول لحسني مبارك مع عمرو أديب قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة!عدد من الفنانين والسينمائيين أصدروا بيان إدانة، معربين عن أسفهم لكون عدد من المشاركين في فيلم «18 يوماً»، «هم ممن صنعوا حملات دعائية تجمِّل صورة الديكتاتور، وتؤسس لمشروع التوريث»... لا بل «كانوا من أعداء الثورة، وحاولوا إجهاضها بشتى الطرق لدرجة سب الثوار، وتخوينهم»، في إشارة إلى الممثّلة يسرا.
المخرجة هالة جلال قالت لـ«الأخبار» إنّ من حقّ أيّ سينمائي المشاركة في أي مهرجان، «لكن لا يحق لهؤلاء تقديم أنفسهم ممثلين للثورة المصرية».
الفنان عمرو واكد وقّع البيان، رغم مشاركته في فيلم مروان حامد، مؤكداً أنّ هذا الأخير كان في «ميدان التحرير»... «لكنني لم أكن على علم بالمشاركين الآخرين». ويضيف: «أعترض بشدة على أن يمثّل بعضهم ثورة مصر العظيمة... وأن يقدّم لهم «مهرجان كان» فرصة تبييض ماضيهم المشبوه ومحو أفعالهم المشينة».
من جهة ثانية، أعلن وزير الثقافة المصري عماد أبوغازي أنّه «لا يوجد وفد مصري، بل دعوات شخصية من إدارة المهرجان نفسه». وأكّد أنّه «لن يسافر أحد على نفقة وزارة الثقافة المصرية، إلا فرقة «وسط البلد» التي تشارك في إحدى الاحتفاليات». ويؤكّد أبوغازي أنّه ليس لوزارة الثقافة أي علاقة باختيار فيلم «18 يوماً» الذي طلبته إدارة المهرجان مباشرة من يسري نصر الله». واقتصر دور الوزارة على اختيار فيلم «البوسطجي» للعرض في برنامج كلاسيكيات سينمائية.
من جهة ثانية، يرفض الناقد عصام زكريا التسامح مع «خادمي النظام القديم»، و«صناع الديكتاتور». ويوضح أنه «لا يمكن مقارنة شريف عرفة بأشرف زكي مثلاً، كما أنّه لا يمكن محاسبة مروان حامد على تاريخه، بل على ما قام به أثناء الثورة إذ كان مشاركاً فيها بقوة». ويلفت زكريا إلى أنّ الأفلام العشرة القصيرة التي ستشارك في المهرجان لم تنجز من أجل العرض في «كان». «بل كان يسري نصر الله يتحدث عن المشروع عبر أثير راديو فرنسا، وإذا بمدير المهرجان يتصل به». ويختم زكريا: «من المفيد أن يوضح أحد العاملين في «18 يوماً» للرأي العام، كيفية إنجاز العمل والظروف المحيطة به، عوضاً عن هذا الصمت غير المجدي».