عصاميّو ريكاردو كرم هم أبطال مبادرة «تكريم» لأصحاب الإنجازات العربيّة في عامها الثاني. انتقل الإعلامي اللبناني بنجوم برنامجه التلفزيوني إلى مهرجان تكريمي، يعرّف بإنجازاتهم وإضافاتهم. وبعد احتفائه قبل عام بالدفعة الأولى منهم في «كازينو لبنان» (شمالي بيروت)، أقيم التكريم الثاني في الحي الثقافي «كاتارا» في قطر بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون والتراث القطريّة ومبادرة «تكريم»، وقدّمت الحفل الإعلاميّة ليلى الشيخلي. المكرمون هنا، ليسوا أولئك النجوم الذين لا تكاد وجوههم تغيب عن الشاشات، بل رجال أعمال ومثقفون وإعلاميون يستحقّون التكريم. يرى ريكاردو كرم أنّ «التكريم حاجة ملحّة لنقل صورة إيجابيّة عن العرب وهويتهم الحضاريّة». ولفت إلى تردده في إقامة الاحتفاليّة «بسبب المواجهات والثورات والاحتجاجات التي تشهدها بعض الدول العربيّة. وبعد التفكير، أدركنا أن العالم العربي قد يحتاج إلى الإضاءة على أعلامه وسيلةً للخروج من هذه الأزمات». عشر فئات توزّعت دروعها التكريميّة على الفائزين، فحصل على «جائزة تكريم للإنجاز الثقافي» النحات العراقي محمد غني حكمت، فيما نال جائزة «تعزيز السلام حركة الشباب العربي إحياءً لذكرى محمّد البوعزيزي» كل من غادة موصللي وابراهيم دباس وسعادة سميرس. وحصلت السعوديّة سعاد الجفالي على «جائزة الأعمال الخيرية والخدمات الإنسانية»، بينما حصلت على «جائزة امرأة العام العربية» التونسية سهير بلحسن، و«جائزة المساهمة الدولية الاستثنائية في المجتمع العربي» جورج غالاوي. أما «جائزة تكريم للابتكار في التعليم»، فذهبت إلى الفلسطينية أسرة إلهام. وحصدت «جائزة المبادرين الشباب» المحامية الأردنيّة سمر محارب. أما «جائزة التنمية البيئية المستدامة» فكانت من نصيب منظمة «طبيعة العراق». وحصل على جائزة الإنجاز العلمي والتكنولوجي الفلسطيني مجيد كاظمي، وجائزة القيادة البارزة للأعمال القطري غانم بن سعد آل سعد. وأضيفت جائزة إنجازات العمر، تقديراً لشخصيتين رائدتين، تميّزتا بالروح القياديّة والتفاني، فكان لكلّ منهما بصمته الخاصة وتأثيره البالغ في المجتمع. ومُنحت هذه الجائزة للفلسطيني الراحل حسيب صباغ، والصحافيّة اللبنانيّة الأميركيّة هيلين توماس التي وصفت بأجرأ صحافيّة طرحت الأسئلة التي تخطر في بال كل إنسان، وتخشى الصحافة طرحها، فأوقفت عن العمل في حزيران (يونيو) الماضي. ولو تمكنت هذه الصحافيّة التسعينيّة من الحضور، لكانت حتماً محط أنظار الجميع، خصوصاً أن التقرير الخاص عنها بدا لافتاً، وكلمتها المسجلة لقيت أصداء طيّبة.
وإذا كان أصحاب «تكريم» يستحقون التكريم فعلاً لجهودهم، لوحظ بعض الضعف في تنظيم الاحتفال، إضافة إلى طول التقارير، واستفاضة الفائزين والمعلنين عن الجوائز في الكلام، ما أطال مدّة الاحتفال. وكان بإمكان المنظمين الاستفادة من وجود الفنان مرسيل خليفة، فبدل استدعائه لمجرد تقديم جائزة تكريم، كان أمكن الاستفادة منه بافتتاح المهرجان بواحدة من أغنياته مثلاً، ما يعطي نكهة مختلفة للمناسبة. أما المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح اليوم التالي، فتحوّل إلى منصّة لاعتراضات الصحافة المصريّة على عدم تكريم شباب مصر وتونس وثورتيهما التاريخيتين. ولعلّ هؤلاء أصابوا في اعتراضاتهم خصوصاً أنّ الجائزة تُمنح لصنّاع التغيير. وهنا، أجاب ريكاردو كرم بأن المبادرة حاولت الاتصال بالثوار لكنّ محاولاتها باءت بالفشل. الإجابة لم تكن مقنعة ولم تشف غليل أهل الصحافة المصريّة والعربيّة.