دمشق| ظهيرة أول من أمس، استضاف استديو الفضائية السورية، نجم الدراما السورية زهير رمضان، الذي اندفع إلى التعبير عن مشاعره الوطنية، إلى درجة أفقدته التركيز عند استقبال مكالمة هاتفية من جورج وسوف. لم يفسح «المختار بيسة» ـــــ شخصيته الشهيرة في «ضيعة ضايعة» ـــــ المجال لـ «سلطان الطرب»، اللهمّ لقول بعض الكلمات القليلة التي أعرب فيها ـــــ من مكان إقامته الدائمة في بيروت ـــــ عن تضامنه مع الشعب السوري، واعداً بزيارة قريبة إلى سوريا للوقوف معها في هذه المحنة.
أما في الفترة المسائية، فقد أطلّ المذيع علاء الدين الأيوبي، مبتسماً كعادته في الاستوديو ذاته. هكذا، منح الهواء لأكثر من ربع ساعة لسامي الشيخ الذي تحدث عبر الهاتف ـــــ بصفته شاهد عيان من درعا ـــــ من دون أن يقدم صورة واضحة عن الأجواء السائدة في المدينة المنكوبة. هكذا إذاً، تشابهت الفضائية السورية مع شقيقاتها من الفضائيات الإخبارية في استضافة شهود عيان من مناطق التوتر، بدلاً من إعداد تقارير إخبارية حصرية، تعطي المشاهد صورة واضحة عن الواقع. بدا الأمر كأنّ الحصار المفروض على وسائل الإعلام المختلفة، ينطبق أيضاً على الإعلام الرسمي السوري.
ولعلّ هذا ما حفّز بعض نشطاء الرأي وحرية الصحافة في سوريا، على إنشاء صفحة تفاعلية على «فايسبوك» حملت عنوان «معاً لتنحية وزير التضليل الإعلامي السوري محسن بلال»، ودعت إلى تنحية عدد من مديري المؤسسات الإعلامية الرسمية والقائمين عليها إلى جانب بلال وفق ما جاء في بيانها الأول «هؤلاء المضلّلون الإعلاميون على رأسهم محسن بلال هم من يسهمون في التغطية على جرائم إطلاق النار على المتظاهرين السوريين المدنيّين، ويتسترون إعلامياً على الفاسدين الذين يسرقون قوت الناس باحتكاراتهم التجارية والصناعية، وسرقاتهم الموصوفة ليل نهار، ويستخدمون الوشاية الأمنية لسجن الصحافيين وملاحقتهم أمنياً والتضييق عليهم في معاشهم وعملهم».
ومع تراجع اهتمام الوسائل الإعلامية المختلفة بأخبار مدينة درعا، تصدرت أحداث اللاذقية واجهة الحدث، بعد سقوط أكثر من 12 قتيلاً. واختلفت وجهات النظر إزاء أحداث المدينة الساحلية بين بعض المواقع الإلكترونية. بدورهم، لم يقف شباب اللاذقية النشطاء على شبكة الإنترنت مكتوفي الأيدي، بل عملوا سريعاً على استحداث صفحة إخبارية جديدة على «فايسبوك» بعنوان «شبكة أخبار اللاذقية» انضم إليها خلال ساعات أكثر من 16 ألف متصفّح. تبنت الشبكة رصد الأحداث المتسارعة لحظة بلحظة. ومع استمرار الجدار الإعلامي الحديدي الذي يفرضه النظام وأجهزته على دخول مراسلي الوسائل الإعلامية المختلفة إلى مناطق التوتر، ستبقى الضبابية مسيطرةً على المشهد السوري حتى إشعار آخر.