دمشق| لم يتوقع نجوم الدراما السورية أن تقف «ثورة 25 يناير» في وجه مشاريعهم المستقبلية في مصر، وخصوصاً بعد تصريح المشرف على التلفزيون المصري اللواء طارق المهدي بأنّ أولوية العمل في «ماسبيرو» ستكون للنجوم والمخرجين المصريين. وأولى نتائج هذا التصريح كانت استبعاد المخرج الأردني عباس أرناؤوط عن مسلسل «أهل الهوى» ليرشح مكانه محمد فاضل. كذلك استبعد محمد عزيزية عن «شجر الدر» وحل مكانه مجدي أبو عميرة. والأمر لم يقف عند هذا الحد، بل انتشرت شائعات تؤكد استبعاد سلاف فواخرجي التي سبق أن وقّعت عقدها لتأدية دور «شجر الدر» بأجر مرتفع.
لكن في اتصال مع «الأخبار»، نفت النجمة السورية كل هذه المعلومات، «كل ما حصل أن الأزمة المالية جعلت عجلة الدراما المصرية تتعثر هذا العام، وقد جاء القرار بخفض الإنتاج وإبقاء «شجر الدر» فقط، الذي وقع الاختيار عليّ لبطولته». وتضيف: «اتصلت بي الجهة المنتجة وطلبت مني خفض أجري فوافقت على ذلك فوراً... رغم أن موضوع الأجر غير قابل للمساومة عادةً. وسأبدأ التصوير مع مجدي أبو عميرة الشهر المقبل».
من جهة أخرى، يُتوقّع تأجيل تصوير مسلسل «قطار الصعيد» (وهو مسلسل مختلف عن «الشوارع الخلفية») الذي سيؤدي بطولته النجم السوري جمال سليمان وتنتجه «العدل غروب»، رغم أن القرار لا يشمله، على اعتبار أنه من إنتاج جهة خاصة. ومع ذلك، يقول النجم السوري لـ«الأخبار»: «أفضّل لو يؤجّل العمل إلى العام المقبل، لأن خفض حجم الإنتاج سيجعل عدداً كبيراً من الممثلين المصريين بلا عمل. ومع ذلك، فأنا أستعد للسفر إلى مصر للنقاش مع منتج العمل والاتفاق على موعد حقيقي لإنجاز المسلسل».
كذلك أكد النجم السوري باسم ياخور أن مسلسل «المرافعة»، الذي كان يُرجّح أن يؤدي بطولته ويجسد فيه شخصية هشام طلعت مصطفى، قد أُجّل أيضاً إلى العام المقبل بسبب ظروف الإنتاج التلفزيوني التي تشهدها مصر.
وفي سياق آخر، كانت رئيسة قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري، راوية بياض، قد أكدت سابقاً أن قرار استبعاد النجوم العرب، بمن فيهم السوريون، يهدف إلى ضبط نفقات الإنتاج وإنقاذ التلفزيون المصري من العجز الذي يعاني منه. وعن مصير العقود التي أبرمت مع الفنانين قالت بياض إنها أصبحت ملغاة بعد تغيير رئيس «اتحاد الإذاعة والتلفزيون».
وفي أول ردود الفعل للفنانين السوريين، قالت النجمة كندة علوش إن القرار لن يؤثر على نجومية السوريين في مصر، لأنه موقت، وأضافت أنها انسحبت من مسلسل «فرقة ناجي عطا الله».



فرصة العمر

يبدو أن نجوم سوريا جميعاً سيكونون خارج السباق الرمضاني المصري، باستثناء سلاف فواخرجي (وربما جمال سليمان في مسلسل «الشوارع الخلفية»). ولكن قد لا يكون هذا الأمر سلبياً كما تبدو الصورة للوهلة الأولى، إذ يتوقّع كثيرون أن يوجّه الممثلون السوريون جهودهم نحو دراما بلادهم لتكتسح هذه المسلسلات المشهد الفضائي. كذلك بإمكان شركات الإنتاج أن تستفيد من غياب الدراما المصرية، لترفع سعر المسلسل السوري، فيقترب من سعر منافسه المصري. فهل تتحقق هذه الأحلام التي بدأت تراود كثيرين أم ان فرصة العمر ستذهب أدراج الرياح؟