كما في بلغراد كذلك في بيروت، مدينتان ما زالتا تتعافيان من ندوب الحروب الداخلية والخارجية، واليوم، تعير العاصمة الصربية مهرجانها الشبابيShare Belgrade للبنان. المهرجان الذي أقيم هناك قبل ثلاث سنوات، كان أساسه حركة مدنية مستقلة قوامها شبان جامعيون رفضوا كل أشكال القمع الممارس من قبل النظام آنذاك، فأطلقوا العنان لحرية فقدوها لسنوات. البداية كانت مع Exit Festival الموسيقي، ثم كرّت السبحة وانطلقت «مؤسسة شارك» صاحبة Share Belgrade الذي ضم أشكالاً تعبيرية أخرى غير الموسيقى. واليوم، تنطلق النسخة اللبنانية من المهرجان في مجمع Solea 5 (جسر الواطي) لتحتفي «بثقافة الانترنت وكل أشكال التواصل والتبادل والإبداع المفتوحة والمتفلتة».
على مدى ثلاثة أيام، تقام نقاشات Share Beirut وندواتها وورشات عملها وغيرها من أشكال التفاعل نهاراً (12 ظهراً الى 8 مساء)، ويخصص الليل للترفيه عبر إقامة أكثر من 20 حفلة تحييها فرق عالمية ومحلية تحتضنها مناطق عدة من الجميزة ومار مخايل إلى الحمرا و«مترو المدينة»، علماً بأنّ «درج الفن» في الجميزة سيشهد الليلة (س:7:00) عرض أفلام تسجيلية تجريبية مستقلة تضيء على مرحلة الثورات في كل بلد وتعكس الوقائع الاجتماعية هناك... وكل هذه الأنشطة ستُنقل مباشرة عبر الشبكة العنكبوتية.
عمر عبد الصمد، أحد المنظّمين والناشط في «جمعية نحو المواطنية» و«الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات»، يرى أنّ أهمية الحدث تكمن في خلق فسحة للناس بغية تبادل أفكارهم عبر المشاركة وعرض التجارب الاجتماعية والتكنولوجية المختلفة والجديدة التي نجحت في العالم. أكثر من ثلاثين منظمة بين جمعيات مدنية شبابية ومؤسسات إعلامية وإلكترونية محلية بالتعاون مع مؤسسي Share foundation الصربية وبلدية بيروت، تتولى الإعداد لهذا الحدث المجاني المفتوح للجميع من دون استثناء، وهذا ما يميزه عن سواه من المهرجانات كما يقول عبد الصمد. الصبغة الإيديولوجية والسياسية غائبة عنه، رغم أنّه يطرح نفسه مدافعاً عن «حقوق مستخدمي الانترنت والوصول الحر إلى المعلومات وتبادل المعرفة مجاناً». لقد أراد هذا اللقاء أن يجمع أضداداً في الفكر والتوجه وعرض جميع الآراء على المشاركين لتكوين وجهة نظرهم الخاصة. مثلاً، هناك جمعيات مشاركة في الحدث تدعو الى وقف الرقابة وأخرى تدعو الى تعزيزها، والأمر ذاته ينسحب على ملف حماية الملكية الفكرية، وتعزيز الشفافية، والوصول الى مصادر المعلومات. وسيستضيف الحدث 30 متحدثاً بين مدوّن وناشط اجتماعي ومصمّم إلكتروني حول العالم، من بينهم ممثلون عن شركات إلكترونية كبيرة مثل فايسبوك، و«بايرت باي» و«موزيلا» وجامعة «ستانفورد» الأميركية.
المهرجان البلغرادي عُرضت إقامته في دول عربية قد تكون متقدمة تكنولوجياً على بيروت، لكن ينقصها البنية التحتية لمجتمع مدني فاعل. لذا كان لبنان أول دولة تنقل إليها هذه التجربة. يقول فيليب ميلوزفيتش أحد منظمي مهرجان بلغراد لـ«الأخبار» إنّ «اختيار بيروت جاء لأنّهم رأوا فيها تنوعاً في الثقافات وتشاركاً في المآسي التي عاشها كلا البلدين».
التجاوب للمشاركة في المهرجان كان عالياً. بلغت نسبة المشاركين 1500 سجّلوا حضورهم في الموقع المخصص للمهرجان http://www.sharebeirut.net وأغلبهم من الناشطين والمدونين المحليين الذين سيتبادلون الخبرات في عالم التكنولوجيا، وسيحملون في معصم كل واحد منهم شعار المهرجان، ما يخوّلهم الدخول الى أي نشاط يرغبون في الانتساب إليه.
من خلال ضخّ المعلومات، يسعى «شارك بيروت» الى إحداث تغييرات اجتماعية عبر استخدام الإنترنت وتحقيق المزيد من الشفافية في صفوف الحكومات، وخصوصاً بعد الحراك العربي في البلدان التي ما زالت ترزح تحت وطأة القمع، كما يطالب بحقّ الوصول الى المعلومات وخلق ثقافات بديلة. يشرح الناشط الحقوقي عمر عبد الصمد أنّ الثقافات البديلة تعدّ السبيل الى «تقبل الآخر والتعرف إليه والتواصل مع المختلف لتكوين في ما بعد طريق خاص بكل فرد على قاعدة حرية الفكر والقرار». قد يخال المرء أنّ لبنان أكثر بلد عربي يتمتع بالحرية، لكن عبد الصمد يقول إنّ هذه الصورة ليست صحيحة، فـ«هذا البلد ما زال يعاني من تقييد للحريات، وخصوصاً في ما يخصّ نقد الحكومات ورجالها. لذا سيصار في هذا المهرجان الى تعريف الناس الى كيفية استحداث أساليب في الحريات والتعبير والإضاءة على تجارب فريدة في العالم العربي والغربي في التكنولوجيا الحديثة والنيوميديا كتعليم التدوين في مصر الذي لعب دوراً مؤثراً في الثورة».

Share Beirut: بدءاً من اليوم حتى 7 تشرين الأول (أكتوبر) ـــ Solea V (كورنيش النهر) ـــ
www.sharebeirut.net



نجوم أجانب

فايسبوك سيزور بيروت ممثلاً بمصمم الاتصالات فيه جي لي (7/10 ــــ س: 19:40) الذي عمل سابقاً مديراً فنياً في مختبر «غوغل الإبداعي» المعروف بتركيزه على الرسوم التصويرية والمشاريع الفنية العامة. يعمل جي أستاذاً في احدى أهم مدارس الفنون البصرية الأميركية، وفي رصيده أكثر من 50,000 ملصق على شكل فقاعات كلام مستخدمة في أشرطة هزلية. ومن العالم الإلكتروني نفسه، هناك ميشال ثورن (6/10 ــــ 19:00) من مؤسسة «موزيلا» المؤمنة بأنّ «فاير فوكس» أفضل متصفّح ويب على الإطلاق. منذ 2011، تعمل ثورن لدى المؤسسة مخططة إستراتيجية لتعزيز الاهتمام بمشاريع الويب المفتوحة. وهي ناشطة في دعم «المشاع الإبداعي»، وخبيرة في القانون الأميركي لحقوق الملكية الفكرية.




حفلات إلكترونية

من عالم الموسيقى الإلكترونية والبديلة، يأتي دي دجاي JADE إلى Solea V السبت المقبل (س: 00:00) ليشارك في الحدث المنتظر. إلى جانب الفنان اللبناني، تضم لائحة المشاركين في النشاط البريطاني تيم إكزايل (مترو المدينة ـــ 6/10 ـــ 23:00)، المهووس بالتأليف الإلكتروني ـــ الصوتي.