الأنظار متجهة إلى البندقية. في 29 آب (أغسطس)، يفتتح «مهرجان البندقية السينمائي» دورته الـ 69 التي تعدنا بأفلام وأسماء بارزة. المدير الجديد لـ«الموسترا» ألبيرتو باربيرا يأتي حاملاً تحدّي التنوع بعدما أخذ مقعد ماركو مولر. النظرة إلى الأفلام المتنافسة تشي بتحدٍّ حقيقي. فيلم للمعلم تيرينس مالك، وبراين دي بالما، وماركو بيلّوكيو، وتاكيشي كيتانو. تبدو المنافسة بين الولايات المتحدة وبعض الدول الآسيوية حامية. المواضيع متنوعة، مع محاولات لمعالجات سينمائية للأزمات التي نعيشها، سياسياً مع التطرف الديني، واقتصادياً مع الأزمة المالية، واجتماعياً مع دور الإعلام، والحالات الإنسانية أيضاً.
تنطلق العروض بفيلم الأميركية الهندية ميرا ناير «الأصولي المتردد» المقتبس عن رواية محسن حميد بالعنوان نفسه. تقدم صاحبة «سلام بومباي» قصة تدور بين نيويورك ولاهور وإسطنبول، وترصد حياة شاب باكستاني كان محلل أعمال بارعاً في وول ستريت، ويعمل الآن محاضراً في إحدى جامعات لاهور بعد أحداث 11 سبتمبر. وعلى قائمة المنافسة، يعود الأميركي بول توماس أندرسون إلى مقعد الإخراج بعد غياب منذ «سيسيل دم كثير» (2007). هذه المرة، يقدم شريطه «المعلّم» دراما عن عالم الأديان الجديدة (بطولة فيليب سيمور هوفمان وواكيم فينيكس). الفرنسيون ممثلون أيضاً بالمخضرم أوليفييه أساياس الذي يقدّم «بعد أيار». عودة إلى عالم السياسة بعدما شوّه تاريخ «كارلوس» في فيلمه الذي شاهدناه عام 2010. هذه المرة، تدور القصة في السبعينيات عن شاب حائر وسط التحوّلات السياسية حوله. فيما يقدّم الإيطالي ماركو بيلوكيو دراما إنسانية في «الجميلة النائمة» الذي يروي قصة فتاة دخلت في غيبوبة امتدت 17 عاماً، ووقوف والدها أمام خيار القتل الرحيم.
المعلم الأميركي تيرينس مالك يعود بعدما حصل على سعفة «كان» عن «شجرة الحياة». ها هو يسعى إلى «الأسد الذهبي» بـ To the wonder: دراما عن أزمة حب بين شخصين. الياباني المخضرم تاكيشي كيتانو يرجع إلى إحدى ثيماته الأثيرة في «غضب» الذي يدور في عالم المافيا اليابانية. فيما يقدم الأميركي برايان دي بالما جديده «شغف» الذي يعيده إلى الإثارة الإيروتيكية ضمن قصة تحكي صراعاً بين امرأتين. في قائمة الأفلام الـ 18 المنافسة على جائزة «الأسد الذهبي»، سنقع على النمساوي أولريش سيدل الذي يقدم الجزء الثاني من ثلاثيته «الجنة». في «الإيمان»، امرأة كاثوليكية متدينة يعود زوجها المصري المسلم المقعد بعد غياب. إحدى مفاجآت المهرجان شريط «خطوط ويلينغتون» الذي كان يعمل عليه المعلم الراحل راول رويز قبل وفاته، فأكملته زوجته فاليريا سارميانتو.
رغم أن المسابقة الرسمية غنية، إلا أن التظاهرات الموازية تحوي أعمالاً مرتقبة أيضاً من شريط الأميركي المشاغب سبايك لي «باد 25» عن مايكل جاكسون، إلى فيلم عميد السينما البرتغالي مانويل دي أوليفيرا (غيبو والظلّ)، وفيلم روبرت ردفورد عن ناشط في حركة «ويثر أندرغراوند» الراديكالية (الشركة التي تملكها). ومقابل غيابها عن المسابقة الرسمية، تحضر السينما العربية خارج المسابقة. السعودية هيفاء المنصور تقدّم «وجدة» عن فتاة تعيش في إحدى ضواحي الرياض تتحدى ببراءتها القيود حولها وتسعى إلى شراء دراجة. ويأتي فيلم المصري إبراهيم البطوط «الشتا اللي فات» عن تظاهرات «25 يناير». وفي الشريط الوثائقي التونسي «يا من عاش» لهند بوجمعة، نتابع قصة عايدة التي تحاول بناء حياتها وسط الثورة. كذلك يعرض الفيلم الجزائري «ياما» لجميلة الصحراوي، حيث أم فقدت ابنها الضابط على يد أخيه المنضم إلى إحدى الجماعات الدينية المتطرفة، بالإضافة إلى مشاركة الفلسطينية هيام عباس بباكورتها «تراث ــ ميراث» (سيناريو علاء حليحل) التي تتخذ من عدوان تموز 2006 خلفية لها. أما لجنة التحكيم فيرأسها الأميركي مايكل مان، وتحوي كرسياً فارغاً، في تحية إلى المعلّم جعفر بناهي المسجون في إيران.