تعقيباً على مقالة باسم الحكيم «أكرم سلمان عاتب على رسالات» («الأخبار»، 20/ 6/ 2012)، وردنا من الجمعية اللبنانيّة للفنون «رسالات» ردّ بعنوان «رسالات لا تعتب على أحد» ننشره كاملاً:
في نيسان (أبريل) 2007، بدأت «رسالات/ الجمعية اللبنانية للفنون» (علم وخبر 295/أد)، العمل بمقتضى أهدافها القاضية بتقديم المقاومة ومجتمعها، فكراً وثقافة وقيماً وتجربة، إلى الجمهور اللبناني والعربي، بلغة جذابة موضوعية ومشتركة، هي لغة الفن والأدب. وهي أدركت منذ اللحظة الأولى، صعوبة التحدي في تقديم القضايا الجادة والموجعة، من دون المساس بالشروط والمعايير الاحترافية للعمل الفني. لذلك، حرصت منذ الأيام الأولى على معرفة المعايير القانونيّة والعلميّة والفنيّة والتقنيّة الضروريّة للعمل الفني ككل.

كما أصرّت منذ الأيام الأولى على اختيار المحترفين للتعامل معهم في إنتاج وتنفيذ أعمال الموسيقى والسينما والفنون التشكيليّة والبصريّة وفنون الأدب وفنون الاتصال وغيرها. كل هذا رافقه حرصها الشديد على تشكيل بيئة إبداعيّة حاضنة لأصحاب المواهب والطاقات الفنيّة الناشئة في بيئتها المحيطة.
هذا الطريق الصعب اختارته «رسالات»، لا لتحقيق مكاسب ماليّة، وكل عروضها مجانيّة، ولا لتحقيق شهرة أو نجوميّة، وكل مسؤوليها وراء الكواليس، ولا حتى لأجل الفن نفسه، وهو بالنسبة إليها مجرد وسيلة للتعبير عن زمن بأكمله من الوجع والقهر وعن شعب بأجمعه احترف الصبر والنصر.
«رسالات» لا تدوس في المستنقعات الاعتيادية التي ـــ وللأسف الشديد ـــ باتت جزءاً من المشهد الفني في العالم العربي؛ اختلاس النصوص وسرقة الألحان وانتحال الشخصيات واسنتساب فرق العمل، هي أمور لا تخدم أهداف «رسالات» وتتنافى مع سبب وجودها، فكيف الحال إذا تم افتراء أمور كهذه على «رسالات» بغير وجه حق ومن دون دليل، ربما لتحقيق شهرة ما، أو لابتزاز مبلغ من المال، أو من يدري ربما لخلل يحول دون العرفان بالجميل؟
وبخصوص «حكي جرايد»، تفيد «رسالات» بأنّ الأغنية والمشاهد التي كتبها أكرم سلمان حُذفت من المسرحية رغم امتلاكها الكامل لحقوقها، وهي قد استبعدت أكرم سلمان من فريق التمثيل لسبب وحيد هو الابتذال الذي ظهر منه على أحد البرامج الكوميدية التلفزيونية، والمخالف للمعايير التي تشترطها «رسالات» على العاملين معها والتي طالما تم تذكيره بها. وهي تنفي نفياً قاطعاً أن يكون سبب الاستبعاد أي من الأسباب التي ساقها أكرم سلمان بغير دليل، وبعد تخلف مقصود عن المواعيد التي حددت لنقاش الموضوع معه.
نعم، «رسالات» لا تعتب على أحد، ولا تبحث عن صدام مع أحد، ولم توجّه انتقاداً لأحد، مع أنها تحتفظ لنفسها بمعايير الأعمال الفنية التي ينبغي أن تعتمد عند التعبير عن وجع الناس وهمومها، وهي ماضية كما اعتادت في العمل مع كل الفنانين المحترفين الملتزمين بأن قداسة الفن مرهونة بقداسة القضية والإنسان، والذين مهما قست الظروف واشتدت الأحوال لا يغادرون الوطن ولا يعانون من نقص في الأوكسيجين.