يشترط دريد لحّام على محاوره هذه الأيام ألا تتطرق الأسئلة إلى الشأن السياسي، وخصوصاً الملف السوري. غير أنه يفعل ذلك بنفسه عندما يتغزل بافتتاحيات «مديرة الأخبار في قناة «الجديد» مريم البسّام». ويوضح النجم السوري لـ«الأخبار»: «تكتب مريم مقدمات النشرات بعمق وبنفحة أدبيّة جذابة». هكذا، يأخذ الحديث بنفسه إلى السياسة والثورة، وخصوصاً أن المحطّة غيّرت تعاطيها في الملف السوري إثر استشهاد المصوّر علي شعبان، يقول: «في ظل الوضع الذي نعيشه، باتت التهم جاهزة، تفصّل على قياس البعض قبل التأكد من دقّتها»، طالباً التعامل مع الواقع الحالي «بعاطفة أقل وعقل أكبر».
ويسأل: «أليست هذه الفوضى الخلاّقة التي بشرتنا بها كوندوليزا رايس؟ المؤسف أنّ آخر ما كنت أتوقعه أن يصير القتل سهلاً في سوريا، ولا أقصد هنا فئة معيّنة». الممثل السوري غادر أمس بيروت بعد إقامة قصيرة في midtown في الحمرا حيث يأمل المدير العام للفندق بسام زيدان أن يكون «غوّار» نجم الأنشطة الفنية التي يقيمها الفندق في رمضان المقبل، وخصوصاً أنّ النجم المخضرم ليس مرتبطاً بأي مشاريع درامية في شهر الصوم.
في ظل الأوضاع الحالية المرتبكة في سوريا، خرج من يتهم دريد لحّام بالانتهازية. هكذا، نبش الأديب زكريا تامر موقفاً للنجم الكبير، يعود إلى مرحلة الحركة التصحيحية في السبعينيات. خلال إحدى ندوات مهرجان «وطن يتفتح في الحرية» الذي أقيم أخيراً في الدوحة، اتهمه تامر بأنه «فصّل لافتة طولها 300 متر، ونظم مسيرة للفنانين من حديقة السبكي في دمشق إلى القصر الجمهوري للوقوف بين يدي الأسد الأب وتقديم الولاء والمباركة على قيامه بالحركة التصحيحية»، لافتاً إلى أنّ لحام نال «ورقة إعفاء ضريبي لبضائع يقوم باستيرادها، وقّع الأسد عليها». يشير لحام إلى أن «تامر صديق عزيز، لكن سؤالي هو: أي ضريبة أعفاني منها الرئيس الراحل؟»، شارحاً «في مرحلة معينة، أنشأت استوديو صوت، وكان يحوي بضع آلات تسجيل. لا أدري إذا كان هذا ما يقصده». ويضيف: «الخبر مبالغ فيه، هل أقصد رئيس الجمهوريّة ليعفيني من هذه الضريبة؟».
يعود غوّار إلى الحديث عن الدراما والكوميديا، مشيراً إلى أنّه كان يتمنى الظهور في رمضان، غير أنه لم يتلقّ نصوصاً مشجعة، قائلاً: «أنا مستقبلي خلفي وليس أمامي مع هذا الكمّ من الأعمال المسرحية والتلفزيونيّة الحاضرة في ذاكرة الجميع». نعود إلى آخر أعماله «الخربة» الذي عرض في رمضان الماضي. يرفض ما يقوله بعضهم بأنه نسخة مشوّهة من «ضيعة ضايعة»، ويشرح أنّ «ما يجمع العملين أنّ كاتبهما واحد هو ممدوح حمادة، ومخرجهما واحد هو الليث حجو، لكن هناك اختلاف في كل شيء؛ لأنّ «ضيعة ضايعة» من أجمل الأعمال الكوميدية، بينما «الخربة» يحكي عن صراع الأجيال، جيل يريد التغيير وآخر يتمسك بعشائريته، لكنّ إرادة التغيير تنتصر في النهاية».
قبل أسابيع من الموسم الدرامي، يلوح شبح مقاطعة الدراما السوريّة في الفضائيات العربيّة. يقول لحام إنّ «هناك مجموعة كبيرة من الأعمال ستجد حتماً طريقها إلى الجمهور في رمضان رغم كلّ الضغوط. فالمشاهد سيبحث عن المسلسل السوري على الفضائيّات العربيّة». ويعلّق على الجدال الذي أثير بين سلاف فواخرجي وباسم ياخور عن شركات الإنتاج الخليجيّة التي أنتجت الدراما السورية لمصلحة بعض الفضائيات، لافتاً إلى أن «من أسباب النشوة (الدراميّة) السوريّة وجود هذه الشركات الخليجيّة في السوق السورية». وهنا يثني على الممثلين والمخرجين والكتّاب السوريين الذين يقدمون أعمالاً على مستوى عال.
ولا يخفي لحّام أنه ينتظر متابعة مسلسل «فرقة ناجي عطالله» لعادل إمام العائد إلى الدراما بعد ثلاثة عقود. لا يعلّق على المشهد الدرامي المصري بقدر ما يتحدث عن المشهد السياسي. يقول: «يجب ألا نستبق الأحداث. علينا انتظار سنة أخرى لنعرف التداعيات والتركيبة السياسية». ينتقد «محاكمة «الزعيم» بتهمة تقديمه أعمالاً تسيء إلى الدين. «هذا أمر مرعب ويجعلنا نفكر في مستقبل حريّة الفكر في القاهرة». يدافع عن صديقه المصري بالقول: «عندما نتحدث عن طبيب فاسد، لا يعني أننا نتهم الجسم الطبي بالفساد، وعندما نتحدث عن رجل دين سيئ، فهذا لا يعني التعميم»، مضيفاً: «إننا قرأنا في صحيفتكم عن رجل دين يملك معمل مخدرات، هل يعني أنّ «الأخبار» تسيء إلى الدين الإسلامي؟ هؤلاء ببساطة متسلقون على الدين».
وينهي حديثه كما بدأ في السياسة: «صرنا نخاف أن نعبّر عن موقف، ليس خوفاً من الرأي بل من تداعياته. لا يهمني الأشخاص والأنظمة والمؤسّسات، كل ما يهمني سلامة البلاد والمهم ألا تحترق سوريا».