الحضور العربي في «كان» سيوزع بين خمسة أفلام تعرض في التشكيلة الأساسية بشقيها، أي المسابقة الرسمية وتظاهرتها التوأم «نظرة ما» في انتظار الكشف عن برامج التظاهرات الموازية (أسبوع النقاد/ أسبوعي المخرجين) التي يرتقب أن تحتضن بعض الأعمال العربية الأخرى التي سقطت في التشكيلة الرسمية. في السباق نحو السعفة الذهبية ثلاثة أعمال عربية. المصري يسري نصر الله سيدخل المسابقة بجديده «بعد الموقعة». أما السوري بسام شخص والفرنسي من أصل مغربي محمد بوركبة، فينافسان على سعفة الأفلام القصيرة. سيقدم المخرج السوري فيلم «فلسطين: صندوق الانتظار للبرتقال» الذي يسجل به أول مشاركة سورية في تاريخ المهرجان. بينما سيقدم بوركبة الذي اشتهر كمغني راب بلقب «ماحي» فيلماً بعنوان «هذا الطريق الذي أمامك».

علماً أنّ ماحي اشتهر بالمعركة التي خاضها ضد نيكولا ساركوزي أيام كان وزيراً للداخلية على خلفية محاولة حظر إحدى أغنياته التي تنتقد ظلم الشرطة لأبناء المهاجرين سنة ٢٠٠٦. في تظاهرة «نظرة ما»، سيشارك الفلسطيني إيليا سليمان (الصورة) الى جانب سينمائيين بارزين (بينيثيو ديل تورو، بابلو ترابيرو...) بالفيلم الجماعي «٧ أيام في هافانا». بينما يسجل المغربي المثير للجدل نبيل عيوش أول حضور له في مصاف الكبار على الكروازيت عبر «خيول الجنة» الذي يتناول موضوعاً إشكالياً يتعلق باستقطاب حركة جهادية أطفال الشوارع من أجل تحويلهم الى منفذي هجمات انتحارية. وهي تيمة نمطية تسعى إلى دغدغة المخيلة الاستشراقية الغربية، لكنّها لن تمر على الكروازيت من دون إثارة الجدل. وفي مسابقة Cinéfondation للسينمائيين الناشئين، ستشارك اللبنانية باسكال أبو جمرة بفيلمها «ورائي أشجار الزيتون». أما تظاهرة «الورشة السينمائية» التي يسعى «كان» من خلالها إلى توفير ممولين يتولون انتاج مشاريع سينمائية لمخرجين واعدين، فتحتضن ثلاثة مشاريع عربية لمحمد بن اسماعيل (الجزائر) ومي المصري (فلسطين) ومحمود المسعد (الأردن). كما أعلن «أسبوع النقاد» عن اختيار المنتجة المصرية ماريان خوري لعضوية لجنة تحكيمه لهذه السنة. وفي لقاء مع «الأخبار»، قال رئيس المهرجان جيل جاكوب: «أنا سعيد بهذا الحضور العربي. سوريا والأردن تشاركان للمرة الأولى وإيليا سليمان صار واحداً من العائلة السينمائية الكبيرة. أما يسري نصر الله، فإنني سعيد لدخوله المسابقة ليس فقط بحكم محبتي الشخصية له بوصفه أحد تلامذة يوسف شاهين، بل أيضاً لأنه برهن في هذا العمل عن قدر مبهر من النضج، وعلى رؤية إخراجية محكمة ستفاجئ كثيرين».