بعيداً من الحفلات التقليدية، تجتمع فرقتا «مشروع ليلى» وWho Killed Bruce Lee اللبنانيتين في مواجهة «شرسة» ضمن حدث بعنوان «صدام الأصوات» (Sound Clash) يقام بعد غد السبت في «فوروم دو بيروت». تعود فكرة المواجهة بين فرق موسيقية الى الخمسينيات، على الأرجح، عندما كانت الفرق في جامايكا تتبارى من خلال مسابقات موسيقى «الريغي» التي كانت تبلغ أحياناً حدوداً قصوى من العنف، حيث تتحطّم أجهزة أحد المنافسين. أطلقت «ريد بول» عالمياً حدث Sound Clash قبل ثماني سنوات. لكنّها المرة الأولى في لبنان التي تنظّم فيها مواجهة من هذا النوع بدءاً من الملصقات والدعوات التي أتت على شكل أسطوانات قديمة وصولاً إلى مفهوم الحفلة. كلّ شيء يوحي بأن الحدث سيكون مختلفاً عن العروض الموسيقية التقليدية. يقوم مفهوم هذه المواجهة الغنائية على اعتلاء كلّ من الفرقتين مسرحاً مختلفاً وجهاً لوجه. بينهما يقف الجمهور. أما البرنامج فمقسّم الى أربع جولات. بعد التحمية، وتأدية كل فرقة بعضاً من أغنياتها على حدة، تبدأ الجولة الأولى من التباري.

تؤدي كلّ فرقة أغنية معروفة على طريقتها الخاصة، أي ما يسمّى الـCover في اللغة الانكليزية. يضع المنسِّق الموسيقي لحناً معروفاً على مسامع الحضور والفرقتين اللتين يجب عليهما بعد ذلك عزف نسخة خاصة بهما من اللحن الشهير.
في الجولة الثانية، تشتدّ المنافسة، فتبدأ إحدى الفرقتين بتأدية أغنية من أعمالها، تتوقف في منتصفها لتكملها الفرقة المقابلة بأسلوبها الخاص في تجربة تفاعلية مثيرة للاهتمام. في الجولة الثالثة، تؤدي كل من الفرقتين على حدة مجموعة من أغنياتها، مستعيدة إياها بثلاثة أساليب مختلفة. وأخيراً، يدعو كل من الفرقتين في الجولة الأخيرة ضيفاً ما للأداء معها لاختتام الحفلة أخيراً بأغنية مشتركة.
باتت فرقة «مشروع ليلى» التي عادت للتو من الاسكندرية حيث قدّمت حفلتين ناجحتين، غنية عن التعريف. هي الآن من الفرق الشبابية الاولى في مجال الموسيقى المستقلة في لبنان، ولعلّ جمعها بين الكلام العربي والموسيقى الروك والإلكترو هو ما ميّزها من بين الفرق الأخرى، علماً أن الفرقة قررت أخيراً أن تميل أكثر الى البوب كما رأينا في ألبوم «رقصوك» الجديد.
في المقابل، يقترب أسلوب Who Killed Bruce Lee التي تأسّست قبل أربع سنوات أكثر من البوب والـ «دانس» الاميركي، مع كلام باللغة الانكليزية. وفي حين تعبّر أغنيات «مشروع ليلى» المحمّلة بالقسوة أحياناً عن واقع اجتماعي لبناني تتناوله بطريقة ساخرة، تميل أغنيات الفرقة الأخرى أكثر الى الرومانسية. أطلقت Who Killed Bruce Lee ألبومها الأول العام الماضي، حاملاً اسم الفرقة. انطلقت أولاً في الحانات والحفلات الخاصة، حتى أصبحت أكثر شهرة في الوسط الفني. تتألف الفرقة حالياً من وسيم بو ملحم (المغني الأساسي وعازف الغيتار فيها) وحسيب درغام على «الكيبورد»، ومالك رزق الله على «الدرامز» وباسكال سركيس على «البايس». يرى فراس أبو فخر من «مشروع ليلى» أنّ الفكرة الاساسية من إقامة حدث مماثل «أن تتعرف كل من الفرقتين على الأخرى أكثر، وتتعاونا. هو أشبه بتمرين موسيقي».
يصعب معرفة البرنامج المفصّل للحفلة، وخصوصاً أنّ المنظمين والفرقتين يصرّون على الاحتفاظ بعنصر المفاجأة، لكن هناك أغنيات من المقرر إدراجها في البرنامج. لناحية «مشروع ليلى»، تستعدّ الفرقة لأداء أغنيات ألبومها «رقّصوك» وأبرزها «الوطن» و«بحر»، إضافة الى أغنيات سابقة مثل «فساتين» و«شم الياسمين». ويعد أبو فخر الحضور بأداء مختلف لتلك الاغنيات خلال الأمسية، لا يشبه أداء النسخ الاصلية. أما من ناحية فرقة «مَن قتل بروس لي»، فيقول وسيم بو ملحم: «سنقدّم أغنيات ضمّها الألبوم الأول مثل «يمكننا أن نكون عاشقين»، و«غرفة مجانية» و«حفلة المسبح4»»، لكن ما الذي حدا بالمنظمين الى اختيار هاتين الفرقتين تحديداً؟ يجيب أحد المسؤولين عن التنظيم: «تعد «مشروع ليلى» حالياً الرقم واحداً من بين الفرق الشبابية التي اختارت الموسيقى المستقلة خطاً لها في لبنان. أما Who Killed Bruce Lee، فبدأت أيضاً تكوّن هويتها الخاصة وتسير على خطى الأولى. فكرة الحدث تقوم أصلاً على الجمع بين فرقتين، تتمتع كل منها بأسلوب موسيقي مختلف، وفي الوقت عينه يجمع بينهما انتشارهما الجماهيري الواسع».



«صدام الأصوات»: 20:00 مساء 23 ت2 (نوفمبر) ـــ «فوروم دو بيروت» ــ للاستعلام: 01/584584