بدأت التغييرات في تلفزيون لبنان. في اليومين الماضيين، اتخذت سلسلة قرارات تبشّر بوضع المدير الجديد طلال المقدسي لمساته على شكل المحطة ومضمونها. وصودف أن يتوفى الرئيس السابق لمجلس الإدارة ابراهيم الخوري بعد أيّام على تسلّم المدير الجديد مهامه بقرار قضائي، وبمباركة من وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق. فكيف تعاطت القناة الرسميّة مع الأمر؟
ابراهيم الخوري طوى الصفحة بعد 13 عاماً أمضاها رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون لبنان. لعلها كانت أسوأ فترة في تاريخ المحطة الرسميّة، والسبب ليس فقط الممارسات الإداريّة السيئة للراحل، بل تخفيف الميزانية بشكل لا يسمح بإنتاج برامج منافسة. لا شك في أنّ الخوري أخطأ كثيراً في عهده، لكن هل يستحق عقاباً يمنع قسم الأخبار من إعداد تقرير عن حياته، هو الذي أمضى أكثر من نصف قرن في التلفزيون بصفة مخرج في البداية، ثم رئيس مجلس إدارة ومديراً عاماً حتى أسابيع قليلة قبل رحيله؟ فقد علمت «الأخبار» أن المدير الجديد منع قسم الأخبار من تحضير تقرير يوجز حياته، ولم يزوّد برنامج «صباح الخير يا لبنان» أيضاً بصور ومادة أرشيفيّة، تتيح إعداد تقرير عنه، كما لم يسمح بإرسال «أوبيفان» لنقل مباشر لتغطيّة مأتم المدير الراحل.
أكثر من ذلك، اختصرت المهمات بشخص المدير الجديد طلال المقدسي الذي بدأ بممارسة صلاحيّاته في التلفزيون. وتردّد أن المدير الجديد تنازل عن راتبه الشهري، وقرر وضعه في خدمة الإنتاج. وفي المقابل، استضافت إذاعة «صوت لبنان» (100.5) وزير الإعلام وليد الداعوق والمدير الجديد طلال المقدسي، حيث تحدثا عن الخوري بإيجابيّة كبيرة عكس الممارسة داخل البيت الذي أمضى فيه الرجل أكثر من نصف حياته.
من جهة أخرى، بدأت تصفية الحسابات داخل التلفزيون. والضحية الأولى هي دلال قنديل ياغي التي استبعدت من دون أسباب مقنعة. الإعلامية التي عاشت زمناً في المحطة، منعت من تقديم نشرات الأخبار، وانسحب قرار المنع على الإعلاميين جلال عسّاف وندى صليبا، لكن عاد الأخيران إلى ممارسة عملهما، وأبعدت قنديل نهائيّاً. وكلّف منسق قسم الأخبار رينيه يوسف بإجراء كاستينغ لاختيار مذيعي ومذيعات أخبار ووقع اختياره على خمسة أشخاص من أصل ثمانية تقدموا للاختبار. والسؤال: هل يوسف مخول القيام بهذه المهمة، بدل تأليف لجنة لاختيار المذيعين؟ علماً أن الأخير يوسف سيحال إلى التقاعد بعد سنة تقريباً. كما أصدر المدير الجديد تعميماً يبدأ تنفيذه في الأول من آب (أغسطس) المقبل، ويقضي بمنع إغلاق أبواب المكاتب. كما يتردد بأنّ المستجدات امتدت إلى تعزيز وضع رئيس العمليات سليم قازان المحسوب على الرئيس نجيب ميقاتي، وإطلاق يد ريتا هاني وهي سكرتيرة الوزير في التلفزيون.
عهد جديد يعيشه التلفزيون حاليّاً، فهل سيحمل إيجابيات تبشّر بعودة الإعلام الرسمي إلى الحياة، أم تقتصر الأمور على تصفية الحسابات، وتكون مجرّد «فشة خلق» وقرارت عشوائيّة، سيدفع ثمنها البعض؟.