لم يكن اسم نيكول طعمة معروفاً في عالم الفنّ عموماً، وفي التمثيل خصوصاً، إلا أنها قرّرت أخيراً دخول الفوازير في رمضان. قدّمت عملاً استعراضياً حمل اسم «حزّر فزّر» (تأليف لورا خباز وإنتاج إيلي معلوف) الذي يُعرض حالياً على قناتي lbci وldc (9:30). تتمايل طعمة مع فرقة سوريّة بين 30 بلداً، مقدّمة استعراضات ومشاهد تمثيلية، وعلى الجمهور معرفة جنسيّة الرقصات.
منذ الحلقة الأولى، لم تستطع بطلة الفوازير أن تلفت الأنظار، فقد اهتمت بثيابها ومكياجها، أكثر من التركيز على سيناريو العمل الذي كان ضعيفاً. بدت نيكول في غير مكانها، كأنها أُسقطت على عالم الفوازير الذي يحتاج إلى خبرة طويلة في الخفّة والرقص والحنكة لإقناع المشاهد بمتابعة العمل. لم توفّق نيكول في تجربتها، ولم يُعرف لماذا وافقت lbci على عرض «حزّر فزّر»، وهي تعلم جيداً أنه لن يزيد من نسبة مشاهديها، وخصوصاً أنه يبثّ في الصباح. من المؤكّد أنّ النجاح في الفوازير أمر صعب، لذلك لم تدخل ذلك المجال إلا أسماء قليلة تركت انطباعاً جميلاً في ذاكرتنا، على غرار نيللي وشريهان، ومن بعدهما أسدل الستار على الأعمال الاستعراضية. على عكس تجربة نيكول، خاضت المغنية ميريام فارس قبل ثلاث سنوات أوّل تجربة فوازير في مسيرتها، وحملت اسم «فوازير ميريام» للمنتج طارق منير. يومها، عرض العمل التلفزيوني على «القاهرة اليوم» و«فنون» (محطة خليجية)، وفي عام 2011 عرض على lbci. رغم غياب تلك الفوازير عن القنوات اللبنانية، إلا أنها لقيت صدى طيباً لدى المشاهد المصري. وقد تحدثت المعلومات عن أنّ الفنانة المصرية نيللي اتصلت بميريام وأثنت على دورها في الفوازير ونصحتها بتكرار التجربة. وكان من المقرّر أن تقدّم صاحبة أغنية «كيفك إنت»، الفوازير العام الماضي والحالي أيضاً، إلا أنه بسبب توتر الأوضاع في مصر، أعلن المنتج طارق منير تجميد الأعمال التلفزيونية لحين عودة الهدوء إلى مصر.
في المقابل، يعود الممثل محمد هنيدي إلى موقعه الطبيعي، ويلعب بطولة فوازير «مسلسليكو» (تعرض على قناة «الحياة» و«روتانا مصرية» الساعة (2:30) كتبه أيمن بهجت قمر وأخرجه أحمد المهدي). عمل كوميدي ناجح يقدّم للمرة الأولى على مستوى الوطن العربي بتقنية الأبعاد الثلاثة. يجسّد هنيدي في العمل 30 شخصية من أبطال المسلسلات العربية والتركية، ويطلّ فيها بلوك خفيف وقريب من القلب، ومبتعداً عن التصنّع والكلفة. يعتبر «مسلسليكو» أشبه بجرعة ضحك، تغزو قلب المشاهد المصري وتبعده عن الهموم السياسية والاجتماعية التي تشهدها بلاده اليوم. لم يأت هنيدي من عالم غريب إلى الفوازير، لأن للممثل الكوميدي تجربة جيّدة في ذلك العالم. كان بطلاً مع علاء ولي الدين في فوازير «أبيض وأسود» (1997) من بطولة الراقصة لوسي، وفوازير «أبيض وأسود... تاني» (1999) من بطولة الراقصة دينا، وقبلهما شارك مع نجمة الفوازير شيريهان في «حاجات ومحتاجات» (1993). إذاً، لا يمكن الحديث عن فوازير لبنانية ولدت هذا العام وتمهّد للسنوات المقبلة، بل كانت «حزّر فزّر» تجربة ضعيفة طغت عليها ألوان المكياج وغاب عنها النصّ القوي، فمتى يصبح لدينا أعمال استعراضية قريبة من القلب؟



* «حزّر فزّر» 9:30 على lbci وldc
* «مسلسليكو» 2:30 على «الحياة» و«روتانا مصرية»