القاهرة | كما عودتنا منذ بداية عملها في العام 2007، تواصل «أضِف ـــ مؤسسة التعبير الرقمي العربي» تقديم نشاطات جديدة وغير مألوفة تندرج ضمن إطار جهودها المستمرة لتطوير ودعم النماذج التشاركية لإنتاج المعرفة وتبادلها في مسعى للمساهمة في تشكيل هوية عربية. من هذه الأنشطة، أقيمت أخيراً «السينما التفاعلية.. الجمهور هو الفنان» في مقر «أضِف» في حيّ المقطم في القاهرة بحضور جمهور من جيل الشباب.بإشراف الفنانة وصحافية الفيديو «أم أمل» والـ«دي دجاي» علي شعث والـ«دي دجاي» معت، أقيمت تظاهرة «السينما التفاعلية» التي ضمّت ثلاثة أقسام: الأول هو البصري الذي يشمل مقاطع فيديو ورسوماً متحركة وصوراًَ، والقسم الثاني مسموع يضم الموسيقى والأغنيات المتنوعة الآتية من أماكن ولغات متعددة. أما القسم الثالث فهو الجمهور الذي كان عليه أن يتفاعل مع العرض المرئي والمسموع المعدّ مسبقاً، علماً أنّ مضمون العرض الفنّي هو عبارة عن سرد يتحدث عن الحرية والمعرفة والثورة.
تفاعل الجمهور مع المواد المعروضة والمسموعة كان على مستويين: الأول هو في صالة العرض بحيث كان بإمكانه أن يرقص أو يستخدم المايكرفون للحديث أو الغناء أو إلقاء قصيدة، والمستوى الثاني هو من خلال الإعلام الإجتماعي وموقع تويتر. أرسل الجمهور التغريدات ضمن الهاشتاغ OpenEgypt#، ثم استخدمت «أم أمل» هذه التغريدات كجزء من العرض البصري خلال النشاط نفسه. وفي المقابل، كان لتفاعل الجمهور التأثير الأساسي في الموسيقى والأغاني التي اختار الدي جي أن يضعها رغم أنّها كانت معدّة مسبقاً، فتغيّرها واللعب بالإيقاع جاءا بناءً على الجمهور في الدرجة الأولى.
في مختلف أنشطتها، يرتكز عمل «أضِف» على أن يكون الفرد فعّالاً فيها وليس متلقياً فقط، وهذا يعتمد على رؤية المؤسسة التي تنظر إلى الفرد بوصفه كائناً مبدعاً. في حديث لـ «الأخبار»، يقول المسؤول الإعلامي في «أضِف» عمرو جاد: «يعتمد الفرد على حواسه المختلفة لينتج فنّاً يختلف الإحساس به من فرد إلى آخر». ويضيف: «التأكيد على فاعلية دور الفرد والمجموعة في تقديم فنّ مبدع للمجتمع يختلف عما هو محيط بنا. لكننا يجب أن نؤمن بأنّنا نلعب الدور الأكثر فاعلية في التعامل مع ما ننتجه ونطوّره من فنون ومعرفة، لأن الإنسان هو الذي ينتج ويطوّر ويجدد، فيجب عليه مساعدة الآخر على ذلك».
هذا النشاط يأتي امتداداً لفعاليات «الفنّ مشاع» ومبادرة OpenEgypt# اللتين تسعيان إلى نشر المعرفة والإبداع بأدوات قانونية مفتوحة المصدر. وكانت «أضِف» قد نظّمت «لقاء الفنّ المشاع» في تشرين الثاني (نوفمبر) و«ملتقى المشاع الإبداعي» في كانون الأول (ديسمبر) 2012 للتعبير عن أهمية إنتاج الفنون من خلال أدوات تكنولوجية مفتوحة المصدر يطلع عليها الجميع. الجسر الذي يجمع القائمين على هذه الأنشطة والفنانين هو إيمانهم بأهمية الفنّ والرخص الحرة لنشر المعرفة.

http://arabdigitalexpression.org