«أحبتي وأهلي سنلتقي غداً، وسأغمض عيني لأراكم. لا أسأل حين أفعل شيئاً، ماذا قد يقولون أو قد يظنون، لطالما كان قلبي طاهراً ونيتي طفلة. هذه هي روحي تتصرف بعفوية بعيدة عن قذارة الظن والعقول المريضة» بهذه التغريدة عبر تويتر، بررت أصالة عدولها عن مقاطعة لبنان «بلد الجريمة المنظمة» بحسب تعبيرها خلال مؤتمر عقدته ضمن فاعليات «مهرجان سوق واقف» في الدوحة (فبراير 2013).
لكنّ وصولها إلى بيروت للمشاركة في «اكس فاكتور» قبل أيام قوبل بالترحاب من أهل الصحافة الفنية الذين تناسوا تصريحاتها الكثيرة ووصفها فئة من اللبنانيين بأنّهم «وقفوا مع الشيطان (أي بشار الأسد) ضدّ الإنسانية والضمير».
لإطلالتها على مسرح The XFactor، اختارت الفنانة السورية بدلة سوداء من تصميم اللبناني نيكولا جبران ثم ارتدت فستاناً أبيض يحمل توقيعه أيضاً، بينما طلبت من خبير التجميل محمد حيفاوي ماكياجاً خفيفاً ومن مزيّن الشعر جو رعد تسريحة بسيطة. كل هذا للدلالة على رغبتها في الابتعاد عن مظاهر البهرجة كما رفضت تقديم وصلاتها ضمن لوحات راقصة كما هي حال برامج الترفيه الضخمة. وكانت أصالة قد حضرت الى مجمع «بلاتيا» (ساحل علما) ظهر الجمعة للقيام بالتدريبات اللازمة برفقة زوجها المخرج طارق العريان وشقيقها أنس نصري وأربعة من الحراس الشخصيين الذين حاوطوها بهدوء بينما اكتفت بالإجراءات الأمنية المتخذة من قبل القائمين على البرنامج. هكذا، لم نرَ عمليات خطف للمعارضين السوريين وحركات تهويلية أخرى مما ادعت أصالة وجودها في بيروت، بل حلّت معزّزة مكرّمة. في المقابل، ابتعدت «الثورجية» عن إطلاق تصريحات سياسية، هي التي لم تترك منبراً ولا مناسبة إلا وحيّت خلالها «الثوّار السوريين الأبطال والشرفاء».
حفاوة بالغة طغت على لقاء أصالة بأعضاء لجنة التحكيم حسين الجسمي، وإليسا، ووائل كفوري وكارول سماحة في كواليس البرنامج. صاحبة «يا مجنون» قالت لـ«الأخبار»: «أحببت حضور أربعة من كبار نجوم الغناء في لجنة التحكيم». وعلّقت على المتسابقين بأنّهم «ما زالوا عاجزين عن التعبير عن أنفسهم بالشكل المطلوب. لفتني الشاب الفلسطيني أدهم النابلسي واللبناني حسام ترشيشي». وأفصحت أنها تردّدت بداية في قبول الدعوة التي تحتم زيارتها الى بيروت «ثم حسمت قراري بمواجهة تلك الاحتمالات التي تجول في مخيلتي والقلّة من الناس «المتفلسفين» ممن راهنوا بأني لن أعود يوماً الى لبنان. اكتشفت أنّي أحتاج إلى مواجهة ذاك الخوف. وعرفت لحظة وصولي الى المطار أنّ زيارتي كان يجب أن تحصل». للمرة الأولى، أدّت أصالة مباشرة أغنية «شخصية عنيدة» و«شاغل بالي» من ألبومها الجديد، وكشفت أنّه «فاجأتني إليسا. بدت طبيعية وعفوية وبسيطة، أحببت طريقتها الإنسانية وردودها، أشعر اننا نشبه بعضنا». وتابعت: «يخيَّل للبعض أنّ إليسا قاسية لأنها لا تعتمد دبلوماسية الفنانين، لذا أجدها من وجهة نظري قمة في الطفولة والبراءة». إليسا قابلت الغزل بالمثل وعدّت أصالة «بطلة» لأنها واجهت مخاوفها وزارت بيروت، بينما نالت كارول سماحة نصيبها من الحب بعدما علّقت أصالة على طريقتها في تقييم المشتركين، بسؤالها: «هل نسختُك اليوم؟» بينما رحّب الجسمي بوقفة أصالة على المسرح والتقط صورة لها بهاتفه وهي تغني. زيارة خاطفة الى بيروت لن تكون الأخيرة، فـ«صولا» حدّدت أيضاً موعداً قريباً لتصوير حلقة من برنامج «أنا وحياتي» مع نيشان.