«على حطّت إيدك»، يُجيب أحد الصحافيّين العاملين في قناة لبنانية لدى سؤاله عن البرمجة الصيفيّة على المحطات. يستعيد وضع الشاشات اللبنانية في السنوات الثلاث الماضية، مؤكداً أنّ الأزمة المالية مستمرّة، رغم المال الانتخابي الذي تقاضته وسائل الإعلام خلال الانتخابات النيابية التي أقيمت في منتصف شهر أيار (مايو) الماضي. جولة سريعة على القنوات اللبنانية، تؤكّد هذه الأقوال، إذ تغيب البرامج الجديدة، الترفيهية والاجتماعية أو السياسية، عن الشاشات، بما يدلّ على استمرار الأزمة التي تعانيها منذ زهاء ثلاث سنوات، على أثر ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية. وقد انعكس ذلك تجميداً للبرامج الجديدة، وعرض أخرى باهتة لتعبئة الهواء فقط، مع الحفاظ على البرامج السياسية التي ستُكمل التغطيات والمقابلات مع النواب الجدد ومواكبة الأزمات السياسية المقبلة. هكذا، عادت «الجديد» قبل أسبوع تقريباً إلى برمجتها العادية التي أطلقتها في الشتاء الماضي وأوقفتها قبل حلول شهر الصوم الذي غابت فيه عن السباق الدرامي.


تلك المشاريع تطغى عليها البرامج الساخرة والترفيهية، مع حيّز كبير للسياسة. هكذا تعرض الشاشة مروحة برامج، أبرزها «بتفرق عَ وطن» (الإثنين) لسمر أبو خليل، والعمل الاجتماعي «فوق الـ 18» الذي تقدّمه رابعة الزيات (مساء الثلاثاء)، و«المفاوض» (كل أربعاء) لعمّار شلق الذي تجمّد في بداية العام الحالي. أما مساء الخميس، فتبثّ «الجديد» برنامج «فشة خلق» مع داليا أحمد، وتعرض مساء الجمعة البرنامج الحواري الفني «فتنا بالحيط» الذي يقدمه فادي شربل وتاتيانا مرعب. أما سهرة السبت، فستكون مخصّصة لـ «كتاب الشهرة» الذي يتولاه علي ياسين، بينما يطلّ جورج صليبي مساء الأحد ببرنامجه السياسي «وهلق شو».
ليست «الجديد» الوحيدة التي عادت إلى برمجتها الشتوية، بل كذلك الحال بالنسبة إلى lbci التي أعلنت عن استكمال برمجتها الشتوية، لشهر تموز (يوليو) المقبل تقريباً. رغم توقف «لهون وبس» لهشام حداد، واستعداد برنامج «20 30 رؤية لبنان» الذي يتولاه البير كوستانيان لوداع المشاهدين في الأسبوع المقبل، إلا أن باقي الأعمال التلفزيونية مستمرّة. تعرض lbci برنامج «في male» لكارلا حداد، والبرنامج الحواري السياسي «صوت الناس» الذي يقدّمه الإعلامي ماريو عبود. كذلك تواصل عرض «بلا ولا شي» الذي يتولاه رودولف هلال، ولم يعرف بعد إمكانية استمرار أو توقّف حلقات «أحمر بالخط العريض» لمالك مكتبي. في المقابل، بدأت lbci أخيراً عرض مسلسل «جمهورية نون» (ﺇﺧﺮاﺝ جيسيكا طحطوح وﺗﺄﻟﻴﻒ كريستين بطرس ــ يومياً 18:00).
العمل كوميدي يدور حول امرأة متزوجة لديها خمسة أولاد تواجه مواقف مضحكة. كذلك، بدأت القناة قبل أسابيع بثّ مسلسل «لو ما التقينا» (كتابة ندى عماد خليل، وإخراج إيلي رموز ــــ يومياً ما عدا الجمعة والسبت بعد نشرة الأخبار المسائية). المشروع اجتماعي يدور حول شاب يتعرف مصادفة إلى فتاة فيغرم بها، إلا أنّ ماضيه سيقف حاجزاً في وجه علاقتهما. ولم يطرأ أيّ تغيير على برمجة mtv التي ستبثّها طيلة الصيف، وربما تتوقّف في شهر آب (أغسطس) المقبل. إذ تعرض مجموعة برامج من بينها: «تعا ننسى» لطوني بارود، و«حديث البلد» لمنى أبو حمزة. كما يستمر مارسيل غانم بـ «صار الوقت» طيلة الأسابيع المقبلة، على أن يأخذ فترة استراحة في شهر آب المقبل حسب تطوّر الأوضاع السياسية الداخلية. في المقابل، تشهد nbn و otv أزمة مالية خانقة أدت إلى تغييب غالبية برامجهما، مع الإبقاء على البرامج السياسية من دون أي تعديل.

عادت «الجديد» إلى البرمجة العادية التي أطلقتها في الشتاء الماضي

في السياق نفسه، تواصل «المنار» برمجتها التي سبق أن عرضتها قبل شهر رمضان ويغلب عليها الحديث السياسي. إذ تستمر بعرض «مع الحدث» الذي تتولاه مجموعة محاورين، و«بانوراما اليوم» لمنار صباغ، و«حديث الساعة» الذي يقدّمه عماد مرمل، إضافة إلى مروحة برامج ترصد الصحافة الإسرائيلية، وباقة من الوثائقيات التي تدور في فلك مقاومة العدو الإسرائيلي.
باختصار، حالة من الجمود تسيطر على برمجة القنوات الصيفية، ولم يستطع المال الانتخابي والسياسي أن يُضفي بعض الحركة عليها. أمر سينعكس أيضاً على برمجة الخريف التي تنطلق عادةً في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.