ولو اجتمعوا، فالتواصل شبه معدوم. إنّهم أفراد يستعينون بما هو ساذج، ومبهم واصطناعي. إنّها حياة الكترونية مبرمجة بامتياز. يحاولون التواصل بالوثب والانحناء والحركات الجسمانية الميتافيزيقية.
نسعى إلى الحرية أم إلى الجنة؟ ذلك هو اليوم الموعود، فهل تتحقق النبوءة؟ ذلك هو مضمون «بوردرلاين». تتحدث الكوريغراف اللبنانية عن اشتغالها بشغف كبير، هي العريقة في مجالها. انطلقت في مشروعها الفني عام 2003 لتؤلف فرقة من ثمانية راقصين.
غلبت البساطة على «بوردرلاين» من حيث السينوغرافيا والملابسفي كل سنة، تقدّم عرضا رقصا معاصرا. تشير كعنو «الى أنّ هناك دائماً» فكرة معينة تنطلق منها لبناء عرضها. ليس هناك من نص خاص تتبعه. الفكرة تتبدد بطريقة تلقائية خلال التدريبات.
غلبت البساطة على «بوردرلاين»، من حيث السينوغرافيا والملابس. كوادر خشبية توزعت في زوايا المسرح استعان بها الراقصون في مختلف أقسام العرض.
في القسم الاول، اعتلى الراقصون تلك الكوادر الخشبية، لتتمايل اجسادهم عليها، ويلتقوا ويتشبثوا ببعضهم بعضاً عند النزول عنها. أما الملابس، فكانت مطاطية تجريبية، غلب عليها اللون الأسود واللحمي، لتبرز حركات الجسد التي لا تخلو من الميكانيكية. حلّ السواد في زوايا المسرح، مع أوشحة من اللون نفسه غطّت الالواح الخشبية التي استعان بها الراقصون مع درج صغير تصدّر المساحة، فهل هو نهاية لحالهم وحاضرهم، أم هو بداية أو غاية للوصول الى الطرف الثاني من العالم؟ عن مدى اهتمام الجمهور بالعرض، تحكي كعنو: «أتوقّع دائماً ردات فعل مختلفة منه. لكل مشاهد رأيه الخاص في العرض، ويفسّر ما يراه وفق منظوره، فالجمهور دائماً متعطّش ليرى ما هو جديد ومختلف».
«بوردرلاين»: 20:30 اليوم حتى 11 أيار (مايو) ــ «مسرح مونو» (الأشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/202422