دمشق | رغم حبّها الكبير للدراما، ستختار سلاف فواخرجي السينما إذا خيّرت بين عملين «جيّدين» أحدهما سينمائي والآخر تلفزيوني؛ لأنّ للفن السابع «جماليته الخاصّة». هكذا، ستخوض الممثلة السورية تجربتها السينمائية الثالثة خلال عامين. بعد «مريم» (2012)، أنهت فواخرجي تصوير دورها في فيلم «بانتظار الخريف» (إخراج جود سعيد)، وعادت للتعاون مع المخرج باسل الخطيب في فيلم «الأم» الذي كتب نصّه أيضاً وبدأ تصويره أواخر العام الفائت. وإذا كان دورها في «مريم» يضيء على معاناة امرأة سورية بسبب الحرب، إذ لفظت أنفاسها الأخيرة على أرض الجولان السوري المحتل إبان هزيمة 1967، فالنجمة السورية تدخل عبر فيلميها الجديدين في صلب معاناة المرأة. معاناة ستتجسد في الحرب التي لا تنفكّ تُذيق السوريين مرارتها كل يوم، مع فارقٍ في المقاربة بين الفيلمين. في فيلم «بانتظار الخريف» الذي انتهى تصويره أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تؤدي فواخرجي دور كابتن فريق كرة طائرة في إحدى قرى الساحل السوري، تحلم بالفوز في الكأس رغم الدمار الذي تشهده البلاد. فيلمٌ تتوقع فواخرجي أن يكون قريباً من الناس؛ فهو «يقارب الأزمة من وجهة نظرٍ بسيطة، لا تخلو من الطرافة، ويقدّم نموذجاً لطريقة عيش شريحة من المجتمع السوري في ظل الحرب. هم أناس يقترن لديهم الحزن بالفرح دائماً، ويتمسكون بالحياة بشدة، كما يعدون أنفسهم بالحب، والعمل، والمستقبل، والولادة الجديدة من قلب الدم»، تقول بطلة مسلسل «رسائل الحب والحرب» في حديثها لـ«الأخبار».
وتشير إلى أن شخصيتها في الشريط «تحمل مفاجأة كبيرة على مستوى الشكل، وطبيعة الشخصية»، منوهةً بالأسلوب الجديد الذي ينتهجه جود في هذا العمل، معتمداً على «الارتجال والعفوية»، واصفةً إياه بأنّه مخرج موهوب «في طريقة تواصله مع فريق عمله».
في المقابل، تواصل فواخرجي تصوير دورها في فيلم «الأم». وتصف شخصية «فاتن» التي تؤدي دورها بأنّها «امرأة سورية، فيها شيء من الغموض، والحزن الدفين، لكنّها تعيش بواقعية. وتدفعها الأزمة إلى الانحياز للإنسان في داخلها». وبحسب فواخرجي، يتناول الفيلم فكرة الأم «بمعناها الشامل، ورمزيتها للأرض، وكيف تبدو علاقة أبنائها بها في الأوقات العصيبة». وإلى جانب «الأم» و«بانتظار الخريف»، تتوق فواخرجي إلى استكمال إنجاز فيلم «رسائل الكرز» الذي يعدّ تجربتها الإخراجية الأولى، راجية أن تتمكن من تقديم وجهة نظر مهمّة حول الجولان السوري المحتل. في حديثها لـ«الأخبار»، رجّحت بطلة مسلسل «أسمهان» الانتهاء من العمل في وقت قريب، لافتةً إلى أنّها أدارت دفّة إخراجه «بشغف يصل إلى حد الهوس»، كذلك فإنّ ما يهمها هو إعادة تذكير السوريين بالأجزاء المحتلة من أرضهم، وخصوصاً أنّه «في الفترة الأخيرة، أنسونا عدوّنا الأساسي إسرائيل». بالعودة إلى رمضان 2013، نفت فواخرجي تجاهلها لمسلسل «ياسمين عتيق» (إخراج المثنى صبح) خلال إطلالاتها الإعلامية في الموسم الفائت. إطلالات تحدثت فيها بشغف عن دور «وداد» الذي أدته في مسلسل «يا مال الشام» لباسل الخطيب، فيما برّرت أنّه «لم يسألوني عن «ياسمين عتيق» في مقابلاتي. ولو سئلت، لكنت أجبت، فأنا أحترم كل عمل أقدمه». وتضيف: «صفيّة في «ياسمين عتيق» كان أوّل أدواري في الدراما الشامية، وقبلت بالدور رغم تحفظي على هذا النوع من الأعمال؛ لأن هذه الشخصية تمثل المرأة الدمشقية القوية، وهو من الأدوار السبّاقة لإبعاد صورة «طشط الغسيل». العمل جيد، وأنيق، ولمست إعجاب الناس به».
لكن فواخرجي لا تخفي أنّ «يا مال الشام» أقرب إلى قلبها: «شعرت بالسلطنة أثناء أدائي دور «وداد». كل فريق العمل اشتغل على هذا المسلسل بحبّ، ولطالما شعرت بالثقة في تعاملي مع باسل الخطيب».
وكشفت النجمة السورية لـ«الأخبار» أنّ قحطان مهنّا، كاتب رواية «وداد من حلب» التي اقتُبس منها العمل، أسرّ لها بأنّه كان يستحضر شخصيتها حين رسم ملامح «وداد» على الورق، بعدما شاهدها في «أسمهان». وقد يكون ذلك وراء وضع صورتها على غلاف الطبعة الثانية من الرواية، ما أسعد فواخرجي كثيراً. أما عن إطلالاتها الإعلامية الساخنة التي كررت خلالها تأييدها للرئيس بشار الأسد، فقالت فواخرجي: «عندما أسأل عن موقفي لا أتردد في الإجابة. أنا أؤمن بقناعاتي إلى درجة اليقين. هذا واجبي تجاه بلدي الذي أعدّه خطاً أحمر». وأضافت: «أخذت السياسة أخيراً الحصّة الأكبر في المقابلات على حساب الفن. ربما كان ذلك يعود للظروف التي نعيشها وتتداخل فيها القضايا». التفاؤل غلب على فواخرجي في نهاية حديثها لـ«الأخبار». تقول: «أنا متفائلة بأنّ المرحلة المقبلة ستحمل تطوّرات مهمة على مختلف الصعد للسوريين. التجارب التي عشناها على مدى السنوات الماضية ستزيدنا غنى على المستويين الشخصي والفني» قبل أن تؤكد: «أصبح لدينا مخزون كبير من الحزن والأمل سينتج فنّاً كبيراً».




إلى «أم الدنيا»

بعد غياب أربع سنوات عن الدراما المصرية منذ بطولة مسلسل «كليوباترا» (تأليف قمر الزمان علوش، وإخراج وائل رمضان)، رجّحت سلاف فواخرجي أن يكون مشروعها الدرامي المقبل في مصر. وقالت إنها تفاضل بين نصّين «جيّدين»، أحدهما سوري والآخر مصري، على أن تحسم خيارها في هذا الشأن خلال الشهر المقبل. ولفتت إلى أنّها شديدة الحذر في خياراتها المصرية كما السورية، إذ اعتذرت عن عدم المشاركة في الكثير من النصوص خلال السنوات الماضية. النجمة السورية كانت تفضّل عدم مغادرة سوريا في الظروف العصيبة، لكن تفاؤلها بتحسن الوضع السوري خلال الفترة المقبلة، جعلها أكثر جرأة في حسم قرارها بخصوص الإطلالة على جمهور المحروسة عام 2014.