أحببناه أم لم نحبّه، أعجبنا بفنّه أم لم نفعل، الأكيد أنّ ملحم بركات (1945) شخصية إشكالية، اعتدنا على استعراضاته الكثيرة، حتى بات أسلوبه يدفعنا إلى «استهضامه» منتزعاً منّا ابتسامة حنان. كلّنا يذكر هجمته على الفنانين اللبنانيين الذين يغنّون باللهجة المصرية. صورة واحدة نحفظها له، أكان جالساً على كرسي أم واقفاً على المسرح: ملامح وجه على عتبة طوفان من الانفعالات.
في كلّ معاركه، كان صاحب «يا حبي اللي غاب» يجد ربما مَن يؤيده، خصوصاً عندما كان يشحذ الهمم ويشدّ «العصب اللبناني» المشدود أصلاً. من هنا أيضاً كان يحبّ نجوى كرم «الوفية لانتمائها ووطنها ولهجتها». لكن «كراكوزات» ملحم بركات لم تكن ظريفة قبل أيام. لم يهضم صاحب «تعا ننسى» أنّ كرم رفعت دعوى قضائية عليه، قبل أن تشتغل واسطات المقرّبين كي يعيد لها مبلغ الـ 300 ألف دولار الذي استدانه منها. لا يقبل «أبو مجد» الخسارة، فكيف بالأحرى لو «مُني بها» على يد امرأة؟ هكذا ينظر هو إلى الأمور، وهذا ما كشفته بوضوح المقابلة التي أجراها مع مجلة «سيّدتي» قبل أيام، حين أعلن: «نجوى لا يهمها المال، بل أن تكسِّر رأسي (...) قالت إن والدها شحطني لأني أخبرته أنه توجد قصة حب بيني وبينها (...) وهي مش معوَّدة على الرجال (...) هناك مئات الأشخاص الذين يعرفون أنه كانت توجد علاقة بيني وبينها». وحين سُئل عما إذا كانت هناك علاقة عاطفية، أجاب: «شو كنت عم روح قدِّس أنا وياها»!
إذاً، نجوى ليست معتادة على «الرجال»، وملحم «فحل» تماماً كمحمد إسكندر. وحتى لو كانت صاحبة حقّ تجرّأت على استعادته بقوة القانون، سيردّ ملحم على ما عدّه «إخصاءً معنوياً له». سيضرب «من تحت الزنّار»، معتبراً أنّه سجّل «انتصاراً» على نجوى، بإعلانه وجود علاقة بينهما في مجتمع «يستعمل السكين والساطور كي يخاطب النساء». هكذا، أشهر ساطوره لينتقم لـ«كرامته» ويغرقنا بـ«ذكوريته» الطافحة حتى الغثيان.