سجّل العام الماضي رقماً قياسياً لناحية المسلسلات اللبنانية المُدرجة ضمن البرمجة الرمضانية على الشاشات المحلية، إذ وجدت تسعة إنتاجات طريقها إلى العرض. جاء ذلك في ظلّ رهان المحطات (على رأسها lbci) على قدرة هذا الصنف على المنافسة وتحقيق الأرباح المادية، رغم الثغَر التي تشوب جزءاً لا يستهان به من الأعمال لناحية النصوص والحوارات والإخراج وأداء الممثلين (الأخبار 27/5/2017)… في هذا الموسم، سيتقلّص العدد إلى خمسة، يغلب عليها الطابع الدرامي ــ الاجتماعي، مع رشّة رومانسية، من دون أن يغيب «الاستنساخ». حتماً، لا يعود هذا التناقص إلى تغيير في «القناعات»، فكواليس المحطات تشي بموجة كبيرة من الأعمال اللبنانية التي ستجد طريقها إلى العرض خلال الفترة المقبلة، من دون أن ننسى أنّ الفترة التي سبقت شهر الصوم شهدت أيضاً عرض مجموعة من المشاريع اللبنانية.
باميلا الكيك وجوليان فرحات في مشهد من «الحب الحقيقي 2»

بعدما عرضت في 2017 ثلاثة مسلسلات، ها هي lbci تستقرّ على اثنين فقط (يعرضان أيضاً على LDC)، لا يندرج أيّ منهما ضمن الإنتاجات الجديدة. ستواصل المحطة عرض «كل الحبّ كل الغرام» (تأليف وسيناريو وحوار الراحل مروان العبد، وإخراج إيلي معلوف الذي يتولّى الإنتاج عبر شركته «فينيكس بيكتشرز إنترناشونال»)، من بطولة: باسم مغنية، كارول الحاج، فادي إبراهيم وغيرهم. خلال الأسابيع الماضية، حقق هذا المسلسل نسبة مشاهدة لافتة، رغم مكامن الضعف الدرامية الكثيرة التي يحويها.
يتألّف المسلسل من 60 حلقة، تبدأ أحداثها من عام 1914 وصولاً إلى 1943، وتتمحور حول اليتيمة «نسرين» (تجسّدها الحاج) التي نشأت في منزل «الخواجة وجيه»، وتقرّر التعاون مع الثوّار ضد الاحتلال الفرنسي. هكذا، سيواصل الناس كل ليلة انتظار أخبار «نسرين»، والمفاجآت الجديدة التي تُخطّط لها. فكيف ستحافظ على سرّ تعاونها مع الثوّار؟ وهل تقبل الزواج بالطبيب «باسم» (إيلي شالوحي) لاعتقادها بأنّ «ربيع» قد توفي، على الرغم من رفضها الزواج من بعده؟ وهل سيعود «ربيع» إلى القرية، ويجتمع بحبيبته مجدداً قبل فوات الأوان؟
أما «نورا» (باميلا الكيك) و«راكان» (جوليان فرحات) وبقية أبطال «الحبّ الحقيقي» (سيناريو باسكال حرفوش، ترجمة لمى مرعشلي، إخراج جوليان معلوف وإنتاج شركة G8 لمي أبي رعد)، فسيعودون لحجز مكانهم على الشاشة نفسها في الجزء الثاني من العمل الذي يعدّ نسخة معرّبة من المسلسل المكسيكي Bodas de Odio (عُرض بين عامي 1983 و1984).
يروي «بوح السنابل» حكاية جديدة عن بيئة المقاومة في بلدة عيتا الشعب، قبيل عدوان تمّوز


حين بدأ عرض المسلسل، قلنا إنّه «كارثي بحق الدراما اللبنانية» (الأخبار ــ 6/10/2017)، ولم نكن نبالغ إذ إنّ القصة تجري في بيئة مكسيكية مستنسخة بكل مكوّناتها، بعيدة عن بيئتنا ومجافية تماماً للواقع، ناهيك بمكامن الخلل الأخرى. صحيح أنّه قيل الكثير عن احتلال العمل مراتب متقدّمة ضمن سباق الـ«رايتينغ»، غير أنّه كما صار معلوماً فإنّ ذوق الجمهور لم يكن يوماً معياراً للجودة والسويّة الدرامية. على أي حال، ستكمل «نورا» في هذا الجزء حياتها مع زوجها «راكان» في المزرعة، منتظرة مولودها الجديد، بعد معاناة وصراع عاشتهما بسبب حبيبها السابق «رامي» (نيكولا معوّض) الذي غادر في النهاية. سنرى إن كانت البطلة ستتمكّن من إنقاذ زواجها، وما إذا كانت ستعود لـ«رامي» الذي لا نعرف إذا كان سيبقى فارّاً ومتّهماً بجرائم لم يرتكبها، فضلاً عن غيرها من التطوّرات المتعلقة بشخصيات أساسية أخرى.
هذه السنة أيضاً، ستشكّل كارين رزق الله ثنائياً مع بديع أبو شقرا في «ومشيت» (إخراج شارل شلالا، وإنتاج Day To Picture) على mtv. في تجربتها الجديدة في مجال الكتابة، تسلّط رزق الله الضوء على حياة المهاجرين اللبنانيين ومحاولتهم التأقلم لدى عودتهم إلى مسقط رأسهم. قبل 16 عاماً، هربت «ميدا» من زوجها (أبو شقرا)، فعمد إلى إصدار وثيقة وفاة لها ليتمكّن من عيش حياته بحريّة. بعد كلّ هذه السنين، تطأ قدما المرأة أرض لبنان برفقة ابنتها «تاليا» (ناديا شربل)، ما يشكّل مفاجأة للعائلة التي ظنّت أنّها فارقت الحياة. لكن يبدو أنّ البعد لم يقتل الحب داخل الزوجين، ويبقى السؤال عن سبب إقدام الزوجة على هذه الخطوة من الأساس! يشارك في بطولة العمل كل من: شربل زيادة، بياريت قطريب، وسام فارس، سيرينا شامي، مي سحّاب ورفقا الزير، على أن يحلّ أسعد رشدان ورندا كعدي ضيفي شرف.

مرّة جديدة يتشارك بديع أو شقرا وكارين رزق الله البطولة في «ومشيت»

أمّا قناة «الجديد»، فقد وقع اختيارها على «موت أميرة» (كتابة طوني شمعون، إخراج عاطف كيوان وإنتاج «مروى غروب» لمروان حداد). بعدما برز اسمها في مجال الغناء الذي أتت إليه من عالم الجمال، تقف اللبنانية شيراز للمرّة الأولى أمام الكاميرا في مسلسل يروي قصة امرأة تُختطف ابنتها وتبدأ عملية البحث عنها. ومن بين الأسماء التي تضمّها لائحة الأبطال، نذكر: كارمن لبّس، مازن معضّم، إلسي فرنيني، جورج شلهوب وآخرين.
وكما جرت العادة، تترك «المنار» مساحة كبيرة لعمل لبناني يحاكي بيئة المقاومة. في هذا السياق، تعرض في شهر الصوم «بوح السنابل» (الأخبار 4/5/2018). في «الغالبون»، تناول نصّ فتح الله عمر إنجازات المقاومة العسكرية، فيما ينتقل اليوم إلى الجانب الأمني في الصراع بينها وبين العدو الإسرائيلي. «بوح السنابل» اجتماعي بامتياز، يحمل توقيع المخرج السوري محمد وقاف. يروي العمل حكاية جديدة عن بيئة المقاومة في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، قبل عدوان تمّوز (يوليو) 2006، راصداً عن قرب هذه البيئة التي كانت أهلاً لانتصارات تحققت لاحقاً في الحرب. أسماء بارزة انضمت إلى هذا المسلسل، أبرزها: أحمد الزين، مجدي مشموشي، عمّار شلق، فيفيان أنطونيوس، نيكولا مزهر، ستيفاني عطاالله، مازن معضّم، ربيع الحاج، علي سعد ومهدي فخر الدين.
أنجز فادي ناصر الدين «بيروت واو 3»، وفيه كوميديا سوداء وجرعة درامية عالية


يمكن إضافة مسلسل سادس إلى هذه القائمة، مع العلم بأنّه سيعرض عبر «تلفزيون العربي» القطري. كتب فادي ناصر الدين وأخرج جزءاً ثالثاً من «بيروت واو» (إنتاج شركة arTrip Production) الذي يمكن القول بكل راحة ضمير إنّه منفّذ باحترافية. في اتصال مع «الأخبار»، يوضح ناصر الدين أنّ الحكاية مستمرّة من خلال أربع قصص رئيسة فيها كوميديا سوداء وجرعة درامية عالية: «الشاعر والمسرحي الذي يجسّده زياد أبو عبسي سيكون طوال الوقت داخل المصحّ، حيث يحاول إنجاز مسرحية مع زملائه النزلاء المرضى… حكاية العائلة السورية التي تعيش في منزل الشاعر «طلال» (فادي) البقاعي مستمرّة أيضاً، كما أنّ عجلة الحياة في بيروت دائرة بمشاكلها وتفاصيلها بين مثقفي المقهى (ربيع الزهر ورودريغ سليمان...)». ويضيف: «أما طارق تميم وسامي حمدان، فيبحثان عن عمل في المدينة بعدما أزالت البلدية البسطة وصارا عاطلَين من العمل». ولا يستبعد ناصر الدين أن تكون هناك أجزاء جديدة من العمل الذي يشارك في بطولته أيضاً: يارا بو حيدر، ندى أبو فرحات، زينب عسّاف، حسّان مراد وغيرهم.