عندما يكون الكوميديان السوري باسم ياخور في أفضل أحواله، فلن يتمكن مجالسوه من مسك أنفسهم عن الضحك. موهبته في الكوميديا تتخطى حدود مواقع التصوير، وترافقه حتى في حياته اليومية. يملك الرجل من البديهة الحاضرة والذكاء والعفوية ما يساعده على ارتفاع أسهمه الشعبية عاماً بعد آخر، إلى درجة أنّ بعض زملائه يعترفون بدون مواربة بأنّه أكثر من يضحكهم في حياتهم.

منذ انطلاقته، بدا أنّ ميدان الكوميديا لائق بصولاته وجولاته. برع في سلسلة «بقعة ضوء» (مجموعة كتّاب ومخرجين)، وفي «ضيعة ضايعة 1/2» وفي «الخربة» (ممدوح حمادة والليث حجو)، وفي العشرات من الأعمال الكوميدية. في هذا الموسم، يعد مشاهدي «الواق واق» (تأليف ممدوح حمادة، وإخراج الليث حجو ــ «لنا») بدور القبطان «طنوس» (سيخ البحر)، الربّان الذي يرتدي زيّه البحري، ويتباهى أمام رفاقه في الجزيرة المهجورة التي يلجأون إليها بأنّه لطالما عانده البحر وتمكّن من صرعه مرّات عدة! وفي حقيقة الأمر، هو مجرّد قبطان فاشل، لم يتمكّن مرّة واحدة من القيادة. يبدو واضحاً أنّ النجم السوري قد اختار معطيات متفقاً عليها مع المخرج وباقي فريقه الفني حتى وصل إلى نتيجة شكلية تتفق مع روح الشخصية. هكذا، يطل «طنّوس» على الأقل في تريلر العمل وما نُشر من فيديوات، بعين تفتح أكثر من أخرى، ولهجة أهل الساحل السوري ــ محافظة اللاذقية تحديداً ــ وحركات تكتنز بهلوانية الأداء المدهشة وإيقاعاً مضبوطاً بعناية، كأنّ ياخور كما عوّد متابعيه عرف كيف يحوك كاركتيره الخاص، ويبشّر مشاهدي العمل بجرعة من كوميديا الفارس الممتعة. إلى جانب دوره هذا، سيطلّ الممثل الشهير عبر «الفضائية السورية» ببرنامج ترفيهي منوّع.