لم تتمكّن شركة «غولدن لاين» من تصوير جزء من مسلسلها «هارون الرشيد» (يعرض في رمضان على «روتانا خليجية»- كتابة عثمان جحى وإخراج عبد الباري أبو الخير) في دمشق بسبب عدم جواز النص رقابياً، واعتبار أنه «يحرّض على الفتنة المذهبية، وينبش خلافات بين العرب والفرس، لا طائل منها سوى توجيه الإساءة لتاريخ حلفاء اليوم».هكذا، أخذت الشركة الدرب من قصيره، وسافرت مع كامل فريقها إلى أبوظبي لتنجز مسلسلها هناك، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد. إذ كتب السيناريست قمر الزمان علوش، وهو أحد قراء لجنة الرقابة في التلفزيون السوري على صفحته الشخصية على الفايسبوك: «أخيرا وصل مسلسل «هارون الرشيد» الى دائرة الرقابة التلفزيونية، في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. ونظراً لتعقيداته وخلفياته المشبوهة، وضع السيد وزير اﻻعلام عماد سارة يده عليه مباشرة منعاً للتلاعب واﻻحتيال والتهرب من اﻻستحقاقات الرقابية. كما كان يحدث في السابق حيث تم تمرير عدد كبير من المسلسلات المخالفة للقوانين، والسياسات الوطنية وتحمل محظورات رقابية خطيرة وسموماً فكرية واجتماعية وثقافية كثيرة». علماً بأن رفض النص حدث قبل فترة، لكن يبدو أنه تم توجيه شكاوي من قبل الشركة المنتجة إلى وزير الإعلام السوري.
وعلمت «الأخبار» بأن «غولدن لاين» جرّبت تسوية الأمر من خلال اتفاق مع قمر الزمان علوش بصفته كاتباً، لينجز لها نصّاً معافى من أيّ مشاكل، وتم إبرام عقد بين الطرفين، وأنجز علوش 20 حلقة ربما كان في نية الشركة أخذ الموافقة على نصه، وتصوير نصها الأساسي كنوع من المقايضة لحصولها على إجازة الرقابة، لكن الاتفاق لم يتم، وارتأت الشركة التوجه إلى وزير الإعلام بشكواها، قبل أن تغادر نحو أبوظبي.
من جانبه، رد كاتب النص عثمان جحى على صفحته الشخصية على الفايسبوك تحت عنوان «تجارة رخيصة» معتبراً بأن ما يتعرض له مسلسله لا يندرج ضمن انتقاد الفكر المنهجي، إنما تحت سقف الافتراء الكيدي. وأضاف: «لقد رفضت الرقابة العمل من دون أن تطلب أي تعديل أو تبدي أي مرونة تجاهه، واحتار صناع العمل بما يفعلونه، إلى أن جاءهم همساً أحد القراء ممن رفضوا العمل، بأنه يستطيع تعديل العمل وأخذ موافقة له من الرقابة، لأنه يعرف كيف يتعامل مع الرقابة، ومن أين تؤكل الكتف». ويضيف جحى: «بالفعل وقع هذا القارئ الكاتب عقد معالجة درامية، هدفها أخذ موافقة الرقابة، وبدأ بالمعالجة، وبدأت طلباته وتدخلاته في خيارات الشركة، وطلبه أن يكون اسمه في التأليف، الأمر الذي لم أرتضه أبداً، ولم يرضه المخرج… فبدأت مرحلة الابتزاز المادي الرخيص، والمتاجرة بالعمل كقيمة فكرية، واللعب على الوتر الطائفي بما يحمل العمل من صراع بين الرشيد والبرامكة، أوردتها كل كتب التاريخ قاطبة. واختارت الشركة هرباً من هذا الابتزاز الانتقال الى الخارج لتصوير العمل، وتحملت تكاليف نقل الممثلين السوريين الى أبو ظبي وإقاماتهم». وختم كاتب «دامسكو» حديثه متوجهاً إلى الشخص الذي يهاجم مسلسله من دون ذكر اسمه بالقول: «أيخيفك التاريخ المجسد في عمل تلفزيوني؟ لما تلجأ إلى اللكز بسهم الفتنة، وتتدارى وراء إصبعك لتغطي على خيبتنا بك؟ لما لا تواجه العمل إذا كان لا يعجبك بعمل آخر فنرتقي جميعاً؟».