وسط تكتم شديد على الأسماء، أعلنت وزارة الخارجية الصهيونية، أوّل من أمس عن «استضافة بعثة من تسعة صحافيين» في الأراضي المحتلة. بعدها، نشرت صفحات «إسرائيل تتكلم بالعربية» على مواقع التواصل الإجتماعي صورة لهذا الوفد الإعلامي المؤلف من خمسة مغاربة (عُرف منهم المصوّر الصحافي في جريدة «الأحداث» المغربية إبراهيم فاضل) ولبناني ويمني وسوري، إضافة إلى شخص وصفوه بالـ «كردي» إلى جانب الناطق بإسم وزارة الخارجية باللغة العربية حسن كعيبة.
التقطت الصورة في «المتحف التاريخي للهولوكست» في القدس المحتلة، وهو المحطة الأولى في هذه الزيارة التطبيعية، التي استُلحقت بمحطات أخرى كما ذكر بيان الخارجية، من ضمنها زيارة مواقع «مقدسة» في القدس المحتلة والمسجد الأقصى. بعدها، توجه هؤلاء إلى شمال فلسطين المحتلة لزيارة «الجليل»، و«مستشفى صفد»، حيث يتلقّى عدد من «المواطنين السوريين» العلاج، إضافة إلى زيارة «الأماكن المقدسة للديانات الثلاث»، ومناطق ومدن مختلفة مثل «الناصرة وحيفا وعكا».
وعلّل البيان أسباب هذه الزيارة بالقول إنّ هؤلاء أتوا «للتعرّف عن كثب إلى إسرائيل وسياستها تجاه النزاع الإسرائيلي ــ الفلسطيني»، فضلاً عن «التعايش بين مختلف المكوّنات الصغرى»، من خلال عقد لقاءات مع «قياديين من مختلف الأطياف السياسية، في الدوائر الحكومية والكنيست».
وكان «المسؤول عن الدبلوماسية الرقمية العربية» في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوناثان غونين، قد غرّد أخيراً تعقيباً على هذه الزيارة، قائلاً: «التقيت اليوم بعدد من الصحافيين العرب من جنسيات مختلفة، سواء من المغرب أو لبنان أو اليمن أو سوريا، ومن الأكراد أيضاً. وصل هؤلاء إلى إسرائيل للاطلاع عن كثب إلى الأوضاع فيها، وتحدّثنا سوياً عن الطرق التي تستخدمها إسرائيل للتواصل مع مواطني الدول العربية عبر الشبكات الاجتماعية».
بهذا، يكون عدد الوفود العربية الزائرة للأراضي المحتلة قد صار سبعة، من صحافيين ومدوّنين. ويأتي ذلك ضمن خطّة ممنهجة يعتمدها الكيان الغاصب في سبيل إستقطاب نخب ثقافية وإعلامية، وحتى أسماء عادية، بغية الترويج لصورة «ناصعة» لـ «إسرائيل»، خالية من أي إدانة لها على وحشيتها واحتلالها وبطشها. إلا أنّ الزيارة التطبيعية تزامنت هذه المرّة مع الغليان الذي يشهده الشارع العربي، على خلفية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة لـ «إسرائيل»، وهي بالتأكيد غير بعيدة عن استراتيجية تعتمدها مؤسسات إعلامية عربية بارزة باستبعاد «إسرائيل» كعدو، سيّما بعد ما سميّ بـ «الربيع العربي».