مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، تغصّ الشاشات هذه الأيام باستضافة وجوه نسائية تنوي الترشّح ودخول الندوة البرلمانية، وأخرى ترتبط مباشرة بهرمية السلطة الحاكمة.
وعادة ما تخصّص القنوات مساحة لهذه الوجوه في مناسبة يوم المرأة العالمي، تكريماً ربما على «إنجازاتها» التي أتت من رحم التوريث السياسي أو من القرابة المباشرة! كيفية مقاربة إعلامنا المحلي لقضايا النسوية، ومعركة المرأة في الاستحصال على حقوقها السياسية مسألة تحتاج فعلاً إلى تعمّق ونقاش ودراسة، لما فيها من أمور لا تخدم المرأة، بل تعزز من دورها الدوني والنمطي في المجتمع.
هذا العام، وعلى أبواب الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في أيار (مايو) المقبل، ارتفعت الأصوات النسائية، والحملات المدنية، وازداد عدد المرشحات لمنصب «نائبة في البرلمان اللبناني». وهذا إن دلّ على شيء، فإنه بالتأكيد يدلّ على ازدياد الوعي السياسي والجندري، بضرورة اقتحام المرأة هذا العالم المحصور بالرجال فقط، وكسر الصورة النمطية عن النائبة التي عادة ما تأتي من طريق التوريث السياسي والعائلي. وإن حضرت ممثلةً عن حزب أو تيار معين، فسرعان ما نلاحظ أن وجودها تحت قبة البرلمان يساوي غيابها على حدّ سواء!

الرد جاء من المرشحة
إلى المجلس النيابي فيكي
زوين وبرنامج «موزاييك»
على فايسبوك

في حلقة الخميس الماضي من «كلام الناس» على lbci، استقبل مارسيل غانم وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس. في نهاية الحلقة، قاطع الأخير غانم، وعبّر بسخرية عن عيدي «المرأة» و«المعلم»، بأنه لا يستطيع معايدة كل منهما لأنهما «ما بيشبهوني». هنا، دخل الإعلامي اللبناني على خط السخرية نفسها، ليزيد الطين بلّة، ويعلن استياءه من «يوم المرأة العالمي»، بسبب اجتياح السياسيين مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر تغريداتهم الكثيفة المعايدة للمرأة في هذا النهار. ختم مارسيل وصلته الساخرة هنا، باستشهاده بتغريدة أحد الرؤساء ــ كما قال من دون أن يسميه ــ بإرساله صورة تقول للمرأة: «إرجعي إلى المطبخ خلص نهارك». ابتسم مارسيل ومعه فنيانوس، ابتسامة صفراء قبل انتهاء الحلقة المذكورة، من دون زيادة أي كلمة أو توضيح.
هذا المقطع أثار سخط العديد من الناشطين والناشطات على منصات التواصل الاجتماعي، ومن ضمنها موقع «شريكة ولكن» النسوي. مقطع يأتي في وقت باتت فيه مقولة «المرأة خلقت للمطبخ»، من غياهب التاريخ، ولا تثير هذه النكتة السمجة الضحك، أو موجات من الاستهزاء، بالمرأة ودورها. اجتمع الرجلان في برنامج يشاهده الآلاف، ليسخرا ويحجّما دور المرأة في المجتمع، وينضحا بذكورية معلنة غير مغفورة لهما. هذا الأمر استدعى الرد، عبر الفيديو هذه المرة، من قبل المرشحة إلى المجلس النيابي فيكي زوين. الأخيرة صوّرت نفسها في مطبخها، وقالت إنّها موجودة هناك، لتطبخ وتصنع طعاماً وحلوى لابنها في عيده، مؤكدة دورها السياسي الذي لا يقل أهمية عن دورها كأم، أكان في المجلس البلدي أم النشاط السياسي.
من جهة أخرى، برز نشاط برنامج «موزاييك» على فايسبوك الذي يعنى بالفئات المهمشة وبناء المعرفة، عبر شبكة شرق أوسطية. نشرت الصفحة مجموعة صور لنساء مختلفات، ومتنوعات ثقافياً واجتماعياً ودينياً. وإلى جانب كل صورة مقولة اختارتها المرأة لتعبّر فيها عن «يوم المرأة العالمي»، وتوصل رسالة أيضاً إلى بنات جنسها من وجهة نظرها طبعاً.