تنطلق اليوم الدورة السابعة عشرة من «المهرجان الدولي للمسرح الجامعي» في «الجامعة اللبنانية الأميركية»، وتستمر حتى مساء الأحد 14 حزيران (يونيو). لم تثن الظروف السيئة المحيطة بالمنطقة القائمين على قسم «فنون الإعلام» عن الاستمرار في تنظيم هذا المهرجان الذي يعتبر المنصة الوحيدة في لبنان للتبادل والتشارك بين شباب من كل أنحاء العالم حول أمور المسرح والفنون والقضايا الإنسانية والاجتماعية. كل عام، يستضيف هذا المهرجان حوالى مئتي طالب من مختلف الثقافات والمدارس المسرحية، حيث يتناقلون خبراتهم ومعارفهم عبر نقاشات وورشات عمل وأعمال مسرحية تعرض على خشبتي «غلبنكيان» و«إروين». لأربعة أيام فقط، سوف يتحول حرم «اللبنانية الأميركية» إلى خلية إبداع، تنقل للطلاب اللبنانيين خبرة قلما يحظون بها في تنظيم مهرجان مسرحي، إذ يشاركون في أصغر تفصيل تنظيمي وهذا ما شددت عليه منى كنيعو رئيسة قسم «فنون الإعلام».
الأهمية الكبرى بالنسبة إليها في مهرجان مماثل، بالإضافة إلى استضافة أعمال من الخارج، تكمن في مساحة التعلّم والتبادل بين مختلف المشاركين. أما عن آلية اختيار الأعمال المسرحية، فهي تخضع للجنة تحكيم يشارك فيها كل من الأساتذة: منى كنيعو، هلا المصري، لينا أبيض ومارتين لوياتو، مع الأخذ بعين الاعتبار اختيار أفضل الأعمال وأكثرها تميزاً وتأمين التوازن بين أعداد الفرق الأجنبية والفرق العربية والفرق اللبنانية. وهذا ما لم يحصل دائماً، اذ تميز العام الماضي بحضور طاغٍ للفرق العربية على حساب الفرق الأجنبية وذلك بسبب الأوضاع الأمنية التي منعت العديد من الفرق الأجنبية من المشاركة. من أهم العقبات التي تواجه المهرجان، حسب قول منى كنيعو، ضيق الحال المادية لعدد من الطلاب اللبنانيين تحديداً، إذ لا يتمكن الكثيرون منهم من تقديم أعمالهم والتي غالباً ما تكون أعمالاً مميزة وذلك بسبب اضطرارهم إلى العمل وعدم تمكنهم من توفير الوقت للتمارين، وذلك يلتقي مع بعض الفرق الأجنبية التي لا تستطيع تحمّل نفقات السفر. وفي سؤالنا عن اهتمامات الطلاب المشاركين من ناحية اختيار المواضيع أو النصوص المسرحية، تجيب هالة المصري أن الأوضاع المزرية الاجتماعية والسياسية تبقى طاغية على موضوعات العروض المسرحية وذلك لحظته منذ سنوات، وتحديداً مع الفرق المشاركة العربية.
ومن أهم العروض التي شهدها المهرجان على مر السنوات، تذكر منى كنيعو عرض «سطور من دفاتر مصر» لفرقة «تياترو» المصرية وفرقة «الصواري» البحرينية والحضور المميز الدائم لـ«المعهد العالي للفنون المسرحية» في سوريا الذي يغيب عنا هذا العام. تذكر منى كنيعو أسماء أصبحت لامعة اليوم وشاركت في المهرجان كقصي الخولي وباسل خياط وسلاف معمار وميسون الأسعد الذين أتحفوا الجمهور اللبناني منذ التسعينيات بأعمال مسرحية متنوعة.

تشارك الجزائر للمرة الأولى هذا العام في عرض «فصام»

كما تميّز العام الماضي بعرض الفرقة الليتوانية بعنوان forgive them they do not know what the yare doing. أما هذا العام فيفتتح بمسرحية Cut (طلاب «LAU») من بين 14 عرضاً طلابياً من تشيكيا («أكاديمية يناتشك للموسيقى والفنون المسرحية») وتركيا («جامعة ﯾدﯿﺘﯾﭘﻱ»)، والأردن («الجامعة الأردنية»)، والكويت (أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية)، بالإضافة إلى الفرق الجامعية المشاركة من لبنان («الجامعة الأنطونية»، «جامعة بيروت العربية»، «الجامعة اللبنانية الأميركية»)، كما تحضر الجزائر للمرة الأولى من خلال فرقة «الفضاء الأزرق» المسرحية لـ«مديرية الخدمات الجامعية في الجزائر» لتقديم عرض «فصام» (11/9 ــ س 19:00). من المؤسف في هذا السياق، غياب الفرقة المغربية التي كان من المفترض أن تشارك في افتتاح المهرجان عبر عرض «عندما تتكلم الكراسي» بسبب تقاعس القنصلية اللبنانية في الرباط عن القيام بمهماتها وعدم منحها تأشيرات السفر لأعضاء الفرقة بسبب انشغال القنصل. جديد هذا العام يكمن في لقاءات الساعة الخامسة التي سوف تستضيف مشاركين من داخل المهرجان ومن خارجه للتشارك والنقاش حول العروض وحول أعمال بعض الفنانين والفرق.
يتميز هذا العام بتوسع فسحة الموسيقى في المهرجان، إذ ستقدم خمس فرق موسيقية أعمالها في الفضاء الطلق، كما سيفتتح المهرجان بحفل موسيقي لزياد الرحباني (راجع الكادر) الذي يعود تاريخ تعاونه مع «الجامعة اللبنانية الأميركية» إلى ثمانينيات القرن المنصرم، حيث كانت الموسيقى تصدح في الهواء، يرافقها صوت رصاص الحرب الأهلية.

* «المهرجان الدولي للمسرح الجامعي 17»: بدءاً من 19:00 مساء اليوم حتى 14 حزيران (يونيو) ـ حرم LAU (قريطم ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/786464




زياد ولينا

قبل نحو سنتين، قدم الفنان زياد الرحباني أمسية في «الجامعة اللبنانية الأميركية» (LAU) شارك فيها طلاب المسرح في أداء اسكتشات قديمة من برامجه الإذاعية وغيرها. لم تكن تلك الدعوة الأولى التي توجهها الجامعة للفنان اللبناني، ولن تكون الأخيرة. فقد سبق لزياد أن أحيا العديد من الأمسيات فيها منذ الثمانينيات ويعود إليها عند التاسعة والربع من مساء اليوم في برنامج موسيقي/ غنائي، غربي التوجه إلى حدٍ ما. إلى الجانب الفني الموسيقي، تضاف نصوص ساخرة ومونولوغات ستؤديها المخرجة المسرحية لينا خوري.