ضمن تشكيلات «الهوت كوتور» لخريف وشتاء 2008 ــ 2009، قدّم المصممان اللبنانيان باسيل سودا وجورج حبيقة مجموعات تميزت بغزارة الألوان وتعددّ الأساليب وفخامة الأقمشة
آلهة باسيل سودا

فاطمة داوود
في تشكيلة موسمي خريف وشتاء 2009، وتحت عنوان Fantasy Goddess أو «إلهة السحر»، يحمل باسيل سودا نساءه إلى عالم فضّي برّاق. سخّر المصمم اللبناني جميع أدوات الخياطة الراقية لتحقيق أهدافه، فطوّع أقمشة الحرير و«الدانتيل» و«الموسلين» و«الساتان» و«الشيفون» و«الشانتونغ»، بعدما برزت فيها المقصّبات والمطرّزات بكثرة، لمزيد من الفخامة خلال المناسبات والسهرات الليلية. وكي يكتمل مشهد التشكيلة المتآلفة، اخترقت حرارة الأحمر وإشعاع الأصفر وبريق الذهبي خشبة العرض، وتألّقت العارضات بتدرّجات الأزرق البترولي، و«البيج» والبنفسجي والرمادي.
«أنا أعشق المرأة، لذا أهديها كل موسم مجموعة راقية تناسب مكانتها عندي، وتلبي رغباتها بالتأنّق. اخترت عنوان «إلهة السحر» كي أمجّد أنوثة المرأة»، يوضح سودا.
وضمت التشكيلة فساتين طويلة، منحت جسد العارضة ليونة وحيوية. وقد امتاز بعضها بالأكمام الطويلة والياقات العالية المزدانة بطبقات خفيفة من الكشكش الصغير. فيما كشفت فساتين أخرى عن الأكتاف والصدر والظهر بقصّات V و H. كما تميّزت التشكيلة بالطقم المؤلف إما من سترات وسراويل، أو تنانير قصيرة حتى حدود الركبة. وجاءت معظمها ذات أقمشة لمّاعة ومقصّبة.
وبرز فستان باللون الأحمر من قماش «الشانتونغ»، ذو ياقة عالية ومطرزّة بالفضي على شكل X («كروازيه»)، انتهى بطبقة كشكش عريض. كما قدّم سودا فستاناً بلون البشرة العاجية من قماش «الشيفون»، تميّز بصدارية مطرّزة بخطوط مستقيمة، وتنورة انسدلت بخفر. وقد عقدت عند الخصر وردة كبيرة، كسرت الكلاسيكية المفرطة للتصميم ومنحته قوّة الجاذبية تحت الأضواء. وكعادته، قدّم سودا فستاناً واحداً للزفاف أرفقه بطرحة طويلة وضخمة من «الشيفون» الأبيض.


... ونجمات جورج حبيقة
45 قطعة راقية قدّمها جورج حبيقة، خلال عرض أقيم على هامش أسبوع الموضة الباريسي. التشكيلة التي استلهمت من أجواء «السجادة الحمراء»، تميزت بغزارة الألوان وتعددّ الأساليب. وعلى رغم احتفاظ حبيقة بنهج الإكثار من استخدام ألوان البشرة الفاهية، وإغداق طبقات الكشكش والقصاقيص الصغيرة، والتزيين بربطات وردية ضخمة، وتوليف الأقمشة بكثافة كيفما اتفق... توجه هنا بحياء إلى المرأة الكلاسيكية.
بدت المجموعة ملائمة لحفلات التكريم السينمائية الغربية، لكن بنفحات شرقية. وعلى الخشبة ذات الخلفية الحمراء أيضاً، انعكست أضواء المرايا اللمّاعة، وأطّل المخمل الفاخر يختال على جسد العارضة. وإن كانت هناك مبالغة جليّة بأحجام الربطات التي عقدت عند الصدر حتى أخفت معالمه، كما في الأسفل وعند الوركين وأسفل الركبتين، فبدت إحدى العارضات بفستان أحمر طويل، وكأنها تحوّلت إلى هدية ضخمة. وطغت الألوان الحيوية والمشعّة، فانسكب الأحمر القاني والقرمزي، وبرز الرمادي والبرتقالي والفضي والذهبي و«البيج»، والأبيض والأسود.
ضمّت التشكلية الفساتين الطويلة ذات القصّات المتعددّة. بعضها تميزّ بالاستقامة من الرقبة حتى ملامسة الأرض. فيما اشتدت أخرى ما دون الصدر وازدانت بربطة «الفراشة». كما أحسن حبيقة استخدام الأقمشة الفرنسية الفاخرة مثل «الموسلين» و«التافتا» و«الحرير» و«الجورسيه» و«الدانتيل» والفرو. وبرز فستان شرقي الملامح، وتميّز بشال طويل، طرّز بحبّات «الشواروفسكي». وختم العرض بفستان زفاف أبيض، تميّز بقصّته المستقيمة والتطاريز المطعّمة بحبّات الشواروفكسي، وقد أرفق بطرحة طويلة من «التول» مشغولة بخطوط الماس البرّاقة.