منار ديبفي مقاله في صحيفة «الحياة» يوم 21 الحالي، يضع داوود الشريان الدراما الخليجية، والسعودية تحديداً، على قدم المساواة مع الدراما السورية، كمنافسين تفوقا على الدراما المصرية. وبكل براءة، يقحم دراما لا يشاهدها أحد مع دراما متفوقة، وهي الأكثر انتشاراً عربياً... فمن يعرض دراما خليجية سوى المحطات الخليجية، ومحطات تضع نصب عينيها المشاهد الخليجي الذي قد يفضل «باب الحارة»؟ وبمعزل عن كون العديد من الطاقات الأساسية في الدراما الخليجية ليست خليجية، وأنه صار هناك من يصنع العمل الخليجي وهو من خارج الخليج، إلا أن إقحام الدراما السعودية يبدو أشبه بنكتة... فأين هي الدراما السعودية؟ هل هي برنامجان كوميديان أو ثلاثة برامج، تحظى بترويج هائل لا يتناسب مطلقاً مع تواضعها الفني؟!
هل تجرؤ الدراما الخليجية، لا السعودية بحال من الأحوال، على طرح قضايا حقيقية من واقع بلاد النفط، كالعمالة الوافدة ومكانة المرأة ودور الدين. وحين تصدى بعض العاملين في الدراما العربية لصناعة أعمال عن ماضي الخليج كان مصير هذه الأعمال المنع.
المسلسل الخليجي لا يزال مسلسلاً منزلي مصطنع، مملوء بالبكائيات، والنقلات المتواضعة التي تحققها بعض الأعمال، علماً بأن العمل الخليجي يحظى بفرص ترويج وعرض لا تقارن مع أي مسلسل عربي. وعلى رغم ذلك، لن تجد مشاهداً خارج الخليج يتابع أحد هذه المسلسلات.
أي نتاج خليجي لديه مزايا تفضيلية مهما كان متواضعاً، رغم أن لا شيء يمنع خروج أصوات فردية موهوبة من هذه المجتمعات. وهي في هذه الحالة، أصوات نقدية، لن تلقى الترحيب من الذين يريدون الحفاظ على الوضع القائم. (هل يفخر الإعلام السعودي بعبد الرحمن منيف مثلاً؟!).
وبالعودة إلى الدراما السعودية التي لم نسمع بها (كما لا نعرف أياً من ممثلات الشاشة السعودية إن وجدن)، فإن الشعور الانتصاري بأنه يمكن صناعة كل شيء مع توافر المال الغزير، أصبح يقترب من الهذيان!