حسين السكافوجد بعضهم في التمثال ما يرمز إلى القارة السمراء. وهناك مَن رأى فيه إدانةً للاستعمار والتسلّط السياسي. لكن الكلّ يُجمع على أنّ العمل يبتعد بموضوعه عن هموم الفرد الدنماركي: «أغلب أعمالي تهتم بالإنسان ومأساته، ورسائلها إنسانية أطرحها بشكل عنيف. هذا الشكل لا تجده كثيراً في الدنمارك، ليس لأنّها خالية من المشاكل، بل لأنّ الدنماركيين يخافون العنف». ويتابع: «أنجزتُ العديد من الأعمال التي تخص المجتمع الأوروبي، بينها «وحشي الداخليّ» الذي يصوّر هيكلاً بشرياً برأس خنزير وأذني كلب». هذا العمل عُرض عام 1993 في 20 مدينة أوروبية مجسّداً صرخة في وجه الأنانية الجديدة لدى الفرد الأوروبي.
ويمضي ينس غلشوت في تعميق هذه الفكرة: «أنا قلق على مستقبل الإنسان. هنا في الدنمارك مثلاً، تغيّر الفرد والحياة اليومية أيضاً. عملي يترجم الخوف من أن تسيطر علينا قوانين الغاب». لا يكتفي الرجل بأعماله ليقول احتجاجه على ما آلت إليه الأمور، بل يقيم دوماً محاضرات عن خطر العنصرية في أوروبا وحقوق اللاجئين... ويردّد دائماً: «المذابح التي تحصل في العالم، ليست بعيدة عنّا بالقدر الذي يتخيّله معظم الناس هنا».