ليال حدادرحلةُ ملاحقة المدوِّنين واعتقالهم في المملكة العربية السعودية ما زالت مستمرّة بنجاحٍ كبير! أخيراً، بعد تلقّيه عدداً من الفتاوى على بريده الإلكتروني، تُحرّم كتابة الشعر، وترى أنّ ما يقوم به هو كفرٌ ومنافٍ للقيم الإسلامية، اعتقلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية أخيراً المدوّن السعودي رشدي الغدير الدوسري من مركز عمله لمدة ثماني ساعات وضربته، وأجبرته على توقيع تعهّد بعدم العودة إلى الكتابة على الإنترنت!
ورأت الهيئة أن الدوسري يروّج للسحر والشعوذة من خلال شعره، وهو ما يجب محاربته لأنه يدعو إلى «جلب النساء والسيطرة عليهن واستغلالهن»، كما أعلنت الهيئة. وأجرى الدوسري، بعد إطلاق سراحه، محاولة للتقريب بين الإسلام والشعر، من خلال تقديم دراسة على مدوّنته عن عدم تعارض المفهومين وتكاملهما. كذلك طالب على مدوّنته بضرورة التعامل مع الشعر من الناحية الأدبية، لا تقويمه دينياً. وقد أثار اعتقال المدوّن السعودي عدداً من ردود الفعل في المدونات العربية التي رأت أن الهيئة تتخطّى صلاحيتها، وتخنق المواطنين عوض أن تسهّل حياتهم.
من جهته، أكّد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، جمال عيد، أن «هؤلاء المحتسبين يهدرون كل القوانين وحقوق المواطنين بحجة حماية الدين الإسلامي، رغم أن وجود هذه الهيئة نفسها هو أشد إساءة للدين الإسلامي نفسه، عبر تصويرهم للإسلام على أنه دين ضدّ حرية التعبير وحرية الإبداع». ويُذكر هنا أن الدوسري قد فاز بجائزة الأدب العالمي المعاصر في بولندا.