محمد عبد الرحمنخرج المعارض المصري أيمن نور فجأةً من السجن، فعادت الروح إلى برامج الـ«توك شو» المصريّة بعد فترة من الهدوء أعقبت منع النشر في قضيّة مقتل المغنيّة اللبنانية سوزان تميم. منذ ذلك الحين، تحاول البرامج البحث عن قضايا تهمّ الشارع المصري لتقديمها للجمهور من السبت حتى الأربعاء، وخصوصاً أنّ هذا المشاهد استَعاض عن الصحف بتلك البرامج التي باتت أكثر صدقيةً من الجرائد، بما في ذلك الصحف المستقلّة.
وبينما كانت معدّلات المشاهدة شبه ثابتة، والهدوء يخيّم على الكواليس، عاد الرواج إلى هذه البرامج مساء أول من أمس الأربعاء بعدما نجحت منى الشاذلي في الحصول على أول حوار على الهواء مباشرة مع أيمن نور. ربما لم يحمل الحوار نفسه مفاجآت، لكون المفاجأة الأهم كانت خروجه من السجن بعد أكثر من من ثلاث سنوات. صحيح أنّ نور نفى الاستقواء بالولايات المتحدة، وشرح حكاية رسالته إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما وتحدّث عن يومياته في السجن، لكنّ الهدف من الحوار كان الحصول على أول تصريح من زعيم حزب «الغد» السابق مهما كانت تلك التصريحات، وخصوصاً أنّ نور عقد مؤتمراً صحافياً كبيراً في منزله قبل الذهاب إلى استوديوات «دريم». وفي نهاية الحوار، حرصت الشاذلي على تأكيد عدم انتماء البرنامج إلى حزب «الغد» أو أي حزب آخر، وعدم وجود صداقة مع أيمن نور سمحت بالتفرّد بهذا الحوار، لكنّه برنامج مستقل يهدف إلى تقديم خدمة إعلامية مهنية إلى المشاهد المصري.
تأكيدات منى الشاذلي ربما كان هدفها استباق حملة هجوم من الصحف الحكومية التي سترفض بالطبع الترحيب الإعلامي الكبير بخروج أيمن نور. أمّا عمرو أديب فلم يترك الانفراد يذهب إلى منى الشاذلي من دون مشاركة. هكذا، انتظر نور على سلالم الاستوديو وسجّل معه لقاء سريعاً بثه بعد ذلك مباشرةً ضمن فقرات «القاهرة اليوم» في اليوم نفسه، فيما تماسك معتز الدمرداش إزاء المنافسة الشرسة وأنقذ الموقف باستضافة أسامة الغزالي حرب رئيس «حزب الجبهة الديموقراطية» في حديث تناول الديموقراطية في مصر والتوريث ومستقبل جمال مبارك، وبالطبع «الإفراج عن أيمن نور»... لتصبح ليلة برامج الـ«توك شو» سياسيّة بامتياز، خرج منها برنامجا «البيت بيتك» الذي يبثّ على شاشة الفضائية المصرية، وبرنامج «الحياة اليوم» حيث اكتُفيَ ببثّ الخبر من دون تفاصيل. فيما اكتفت القنوات المصرية الرسمية ببثّ الخبر في شريط الأخبار القصيرة بشكله الرسمي من دون تعليق، وهو أنّ الإفراج تمّ عن أيمن نور لأسباب صحيّة من دون الإشارة إلى التوقيت المفاجئ لهذا القرار.