إسرائيليون وفلسطينيّون «محشورون» هذه المرّة في أحد استديوهات تلفزيون الواقع! عمل وثائقي جديد من توقيع المخرج محمد عولاد موهاند سيُعرض قريباً على الشاشة الصغيرة
صباح أيوب
12 فلسطينياً وإسرائيلياً يجتمعون خلال شهر للتوصل الى اتفاق سلام. هو ليس قراراً جديداً صادراً عن «منظمة الأمم المتحدة» ولا هو الاتفاق الذي توصّلت إليه حركة «حماس» مع القادة الإسرائيليين بعد عدوان غزة الأخير. بل هو موضوع حلقات مسلسل جديد من مسلسلات «تلفزيون الواقع» يحضّر لتنفيذه قريباً المخرج والمنتج المغربي ـــــ الفرنسي محمد عولاد موهاند. الفكرة تقتضي بجمع 6 فلسطينيين و6 إسرائيليين في فيلا سكنية في جنوب فرنسا، حيث توكل إليهم مهمة التوصل إلى اتفاق سلام جدّي خلال شهر. ولن تكون الكاميرات شغالة طوال الوقت، بل سيستعاض عنها بعرض حلقات وثائقية تصوّر أهم محطات يوميات الشباب.
عولاد (43 عاماً) الذي لا يحب الأضواء عموماً، يملك في جعبته أعمالاً كثيرة وجوائز عالمية. إذ أخرج ثلاثة أفلام قصيرة، نالت حوالى 15 جائزة عالمية. وإضافةً إلى شهرته في الأوساط السينمائية، هو متزوّج من ابنة الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران. ما الذي حثّ المخرج على اختيار موضوع على قدر كبير من الحساسية، وخصوصاً في الغرب وفرنسا تحديداً؟ إلى أي مدى سينجح العمل التلفزيوني بتصوير الواقع الإسرائيلي ـ الفلسطيني كما هو؟ كيف سيتعايش الشاب الفلسطيني الذي فقد نصف أفراد عائلته وبعض أصدقائه مثلاً مع الإسرائيلي الذي تتحمّل حكومته مسؤولية قتلهم؟ هل سنشهد على نسخة جديدة، متلفزة هذه المرة، من مساواة الجلاد بالضحية؟ «أحاول تصليح الشرق الأوسط على طريقتي» يشير عولاد لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، موضحاً أنّ عدوان غزة حفّزه على المباشرة بالعمل. وعن المسلسل المرتقب، يوضح «أريد أن يتوصل الشباب والشابات إلى اتّفاق واضح وصريح عن كيفية التعايش في ما بينهم على أرض واحدة، ويواجهوا مسؤوليهم بالاتفاق»، ويردف «ربما نشهد ولادة روميو وجولييت جديدين وقصة حب محتملة أيضاً».
وتتنافس حالياً محطتان على عرض المسلسل وهي «تي إف 1» (الفرنسية) و«آرتي» (الفرنسية ـــــ الألمانية). ولكن ماذا لو فشل المشاركون في التوصل إلى اتفاق؟ يجيب عولاد «الاحتمال وارد، لكنّ ذلك سيكون دليلاً على واقع ميؤوس».
الحكم على العمل ككل ينتظر بدء عرضه على الشاشات، لكن الخشية تبقى بأن يُستخدم الفلسطينيون، مرّة أخرى، فئراناً مخبريّة بحيث يضطرون في النهاية إلى اختيار «التعايش» بعدما فرض عليهم. وحتى لو نجح الأمر وتوصل الطرفان إلى اتفاق، يبقى أن نتذكّر جيداً أنّ أحداث هذا المسلسل تدور... في جنوب فرنسا الجميل والمسالم على بعد أميال كثيرة من أراضي الصراع الفعلية!