ليال حدادسنوات طويلة والشباب ينتظرون هذا اليوم. نضالات وتظاهرات واعتصامات سبقت إقرار القانون... إلى أن رفع النواب أياديهم بالإجماع أمس، فانحلّت العقدة وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً. غير أنّ هذا الإنجاز كاد يمرّ مرور الكرام على الشاشات اللبنانية، ومن دون أي «ضجّة» تذكر، تماماً كما كانت حال الإضراب الذي نفّذه الاتحاد العمالي العام ومعه نقابة سائقي السيارات العمومية. بدت الشاشات إذاً غائبة عن الحدث وتغرّد خارج سرب المواطن واهتماماته، طبعاً هذه ليست المرّة الأولى التي تتجاهل فيها وسائل الإعلام المحلية التظاهرات والتحركات المعيشية. هل تذكرون الإضراب المطلبي الذي نفّذه الاتحاد العمالي العام في السابع من أيار؟ وهل تذكرون كيف تجاهلته الشاشات حتى تحوّل التحرّك إلى «ميني» حرب أهلية؟ مَن مِن المحطات نقل تحرّك الأساتذة مطلع هذا الأسبوع؟ لا أحد، فالانتخابات النيابية على الأبواب، واحتلال المرشّحين المتخاصمين للهواء يبدو أكثر جذباً
للمشاهد.
هكذا فضّلت أغلب المحطات الاستمرار ببرمجتها المعتادة بدل نقل التحركات التي رافقت انعقاد جلسة مجلس النواب التشريعية: من المسلسلات المحلية (LBC) أو الوثائقيات العالمية (أخبار المستقبل) وصولاً إلى البرامج الانتخابية (الجديد) وبرامج الطبّ البديل (OTV) دخلت المحطات غيبوبة إعلامية واقتصرت التغطية على نشرات الأخبار. هنا أيضاً بدا نقل وقائع الجلسة مختلفاً بين محطة وأخرى، ومتعارضاً (بل قل مضحكاً) في أوقات كثيرة. مثلاً رأت قناة «المنار» أنّ تحرّك نقابة السائقين كان ناجحاً وشلّ شوارع بيروت، فيما أكّدت كل من المؤسسة اللبنانية للإرسال و«أخبار المستقبل» أن المشاركة كانت خجولة، ولم يتجاوب السائقون مع هذه الدعوة مسلطّةً الضوء على الأسباب التي دفعت البعض إلى مقاطعة هذا التحرّك. ولم تنسَ «المنار» توجيه رسائل سياسيّة فركّزت على موضوع «تطيير نواب الأكثرية لجلسة إقرار سلسلة الرتب والرواتب»... وبين هذا وذاك ضاعت الفكرة الأساسية لليوم المطلبي والهدف الحقيقي وراء إضراب السائقين.
أما قانون خفض سنّ الاقتراع، فرغم انتظار عشرات الشباب لهذا اليوم طويلاً اكتفت المحطات بإعلان الخبر على أسفل شاشاتها أو حتى... تجاهل الخبر كما حصل مع «أخبار المستقبل» التي أجّلت إعلان القرار إلى نشرة الأخبار!