أحمد عبد الله الذي أثار برنامجه «العين الثالثة» قضايا سياسية وقضائية واجتماعية حسّاسة، اختار هذه المرّة أنّ «يوثّق» لجريمة شغلت الرأي العام العربي
صباح أيوب
أينَ أصبح التحقيق في قضيّة سوزان تميم التي قُتلت في دبي في تموز (يوليو) الماضي؟ وماذا عن الملابسات التي أحاطت بالقضية منذ بداياتها؟ ما هي الخيوط التي تشابكت في حياة الفنانة اللبنانية لتجعل منها ضحيةً مغدورةً في إحدى غرف فنادق إمارة خليجية؟ وكيف أدّى ذلك إلى سقوط إحدى أبرز الشخصيّات المصرية هشام طلعت مصطفى في قبضة القضاء؟ من هي سوزان تميم؟ كيف عاشت؟ ومَن واكب مسيرتها الفنّية؟ أسئلة كثيرة لا تزال تُطرح اليوم بشأن جريمة تحوّلت إلى قضية رأي عام منذ أشهر. الجمهوران اللبناني والمصري «غير راضيَين» بعد عما توافر لهما من معطيات عن القضية حتى الآن. والجمهور العربي ينقصه الكثير من المعلومات عن معظم المرتبطين بالجريمة وملابساتها. أين تكمن الرواية الكاملة، وهل ستُكشف حقائقها يوماً ما؟ هذا ما سيحاول برنامج «العين الثالثة» (إعداد أحمد عبد الله وتقديمه) الإجابة عنه في حلقة خاصة من جزءين، يعرض الجزء الأول منها هذا المساء على قناة «العربية». وبينما يروي الجزء الأول سيرة حياة الفنانة اللبنانية ومحطات مسيرتها الفنية، يتطرّق الجزء الثاني إلى الشقّ الجرمي ـــ القضائي البحت.
«سوزان تميم المغدورة» هو عنوان الشريط الوثائقي الذي أعدّه عبد الله عن القضية، وقد استغرق العمل عليه حوالى خمسة أشهر بين بيروت والقاهرة ودبي. «هي من أصعب الحلقات التي نفّذتها» يقول عبد الله لـ«الأخبار». عبد الله الذي أعدّ حلقات شائكة في برنامجه «العين الثالثة» مثيراً قضايا سياسية، قضائية، طبّية، اجتماعية حساسة، اختار أنّ «يوثّق» هذه المرّة جريمة شغلت الرأي العام العربي. فماذا سيكشف لنا «المحقق» التلفزيوني هذه المرّة؟ «لست في صدد إصدار حكم أو توجيه أصابع الاتهام إلى أحد» يؤكّد عبد الله، شارحاً «عملت ما بوسعي لتسهم الحلقتان في إلقاء الضوء على بعض الحقائق والمعلومات الأساسية المتعلّقة بالقضية»، مشدّداً على الموضوعية والبقاء على الحياد «نظراً إلى حساسية الموضوع». لذا، فقد ترك النهاية «مفتوحةً» لاستنتاجات المهتمّين بالقضية. لكنّ مجرّد عرض الوقائع التي كُشف عنها سابقاً في الإعلام قد لا يشفي غليل المشاهدين، فما الجديد الذي سيقدّمه البرنامج؟ يعتقد المعدّ أنّ «الحلقة بجزءيها ستتضمن وثائق لم تعرض أو تنشر سابقاً على نطاق عربي، كما أنّ هناك إطلالات لبعض الشخصيات التي لم تظهر إلى العلن بعد».
لكن التعاطي مع قضية تميم هو كالمشي بين الألغام، فكيف سيتعامل عبد الله مع ذلك؟ «الدقّة والإصرار» هما عنوان عمله الاستقصائي الطويل الذي عرقلته عوائق كثيرة. «شخصيات مهمة خافت من الظهور، وفنانون مقرّبون من تميم لم يشأوا التكلّم، فضلاً عن الصعوبة في الوصول إلى الوثائق، والحصول على أدلّة وأدلّة أخرى مضادة!».... لكنّ عبد الله يبدو مقتنعاً بأنّ ما استطاع أن يجمعه من معلومات في الحلقتين «سيرضي المشاهد الذي يريد أن يعرف قصة حياة سوزان تميم».
«القضية مكتملة والاتهام واضح» يختم عبد الله. أما عن مواكبة قناة «العربية» الفضائية للقضية، فأكّد أنّ «التنسيق في الإعداد جرى على أكمل وجه مع إداريّي القناة». فهل تثير الحلقتان المرتقبتان جدلاً آخر في هذا الموضوع؟ وخصوصاً أنّ توقيت البث يتزامن مع تحوّل الملف إلى قضية جاهزة للحكم قريباً؟

4:00 بعد ظهر اليوم على «العربية»