ليال حدادأوّل من أمس اتّضحت الصورة. وضّحتها مراسلة «الجديد» نانسي السبع: لم يكن المطران بشارة الراعي هو الحدث في 25 شباط (فبراير) الماضي. يوم إعلان «سيّدنا» إنزال الحرم الكبير على كلّ من ينتقد البطريرك، لم تصل الصورة كاملةً حينها إلى المشاهد، إذ حذفت المحطات صورة مراسل OTV جاد أبو جودة الذي جاء يغطّي المؤتمر، فإذا به يصبح طرفاً ويُعلن للمطران أنّه «ماروني من عائلة أبو جودة ولا أشعر بأي شكل أنّ البطريرك صفير ومواقفه السياسية تمثّلني».
لعلّ مداخلة المراسل الشاب لم تكن بريئة في ظل الاصطفاف السياسي الحالي، ولم تنقل النقاش الذي تلا إعلان الراعي قرار الكنيسة أيّ وسيلة إعلامية. النقاش الذي بدأه أبو جودة بإعلانه الاحتجاج على قرار «الحرم»، لم يلبث أن تحوّل إلى اتّهامات بالكفر والإلحاد، كما أوضح أبو جودة في التقرير الذي أعدّته نانسي السبع في نشرة أخبار يوم الأربعاء.
هكذا أعدّت السبع تقريراً تلفزيونياً بعنوان «الحرم الإعلامي»، تمحور حول المشادّة الكلامية التي وقعت بين مراسل الشاشة البرتقالية والصحافي في جريدة «النهار» بيار عطا الله. «حصلتُ على الشريط من OTV بعدما علمت من جاد أنّه لم تنقل النقاش الذي دار على هامش المؤتمر أيّ قناة»، تقول السبع لـ«الأخبار»، وتعلن من دون تردّد احتجاجها على ما قاله الراعي بشأن إنزال الحرم بالموارنة الذين ينتقدون البطريرك: «كيف يحقّ لأي شخص أن يمنع مؤمناً آخر من حقّه بالصلاة؟ الأمر غير مقبول».
غير أنّ السبع لم تقف عند حدود ما حصل في المركز الكاثوليكي للإعلام، بل عادت وسألت كلاً من أبو جودة وعطا الله عن موقفيهما من الحادثة. طبعاً كان موقف مراسل «النهار» واضحاً وغير قابل للالتباس «لا أقبل بإهانة البطرك، هل يمكن أيّ شخص أن يشتم السيد حسن نصر الله أو المفتي؟». إنّها «المؤامرة» على المسيحيين، مؤامرة غير قابلة للتشكيك في نظر عطا الله. من جهته، كرّر أبو جودة موقفه الرافض للحرم ولمن يقف وراءه. فعندما «يتكلّم رجال الدين في السياسة سنردّ عليهم بالسياسة». واللافت أنّ أياً من «الزملاء» الصحافيين لم يدافع عن أبو جودة، على الأقل حفاظاً على ما بقي من حرية تعبير يتغنّى بها كلّ الذين حضروا المؤتمر الصحافي.
وبين هذا وذاك، تبقى نانسي الفائزة الوحيدة، إذ عرفت جيداً من أين تؤكل الكتف، وكانت السبّاقة إلى «التقاط» المادة المنسية التي سقطت على هامش مؤتمر الراعي، لتبني منها ركيزةً لتقرير تلفزيوني «لافت». لكنّ المُضحك أنّ بعض الأصوات احتجّت على نهاية التقرير التي تُظهر نانسي خارجةً من كرسي الاعتراف في إحدى الكنائس، «بعضهم غضّ نظره عن الموضوع لأنّ أمي مارونية، وبعض آخر احتجّ على ذلك»، تقول السبع.