محمد عبد الرحمنخلال الاحتفال بتوقيع وردة الجزائرية عقداً مع «روتانا»، كان منطقياً السؤال عن مجرى المفاوضات مع فيروز. إذ إنّ انضمام الفنانة اللبنانية إلى الشركة السعودية كان يعني اكتمال الدائرة التي تجعل «روتانا» صاحبة رقم قياسي عالمي في الجمع بين عشرات المطربين من مختلف الأعمار والجنسيات. وكان السؤال عن فيروز منطقياً لأنّ السوق انقسمت بالفعل إلى ثلاثة أقسام: الأوّل مطربون من داخل «روتانا»، والثاني مطربون خرجوا من الشركة، والثالث يضمّ مطربين ينتظرون إشارة «روتانا». لكن ما حصل في الآونة الأخيرة جاء ليثير تساؤلات عدة عن السياسة التي تسير عليها الشركة العملاقة. إذ يتردد أنّ هيفا وهبي (الصورة) ستعود بعد مغادرتها الشركة منذ خمس سنوات، بينما وقّع هشام عباس أيضاً مع الشركة. وهو الفنّان الذي يعاني تراجعاً في شعبيته داخل مصر منذ فترة طويلة. فيما توالى في الأسابيع الأخيرة صدور ألبومات لمطربين خليجيين أمثال أحلام وعبادي الجوهر.
إذاً هل ما سبق يهدف فقط إلى التأكيد أنّ «روتانا» لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية؟ وأن مَن يخرج منها سيعود إليها؟ هيفا لن تكون الأولى التي ستعود إلى الشركة: هناك نوال الزغبي وعاصي الحلاني، وحتى المطربون الذين لن يضيفوا كثيراً إلى الشركة أمثال هشام عباس، لكن لا مانع من ضمهم كي تبقى الشركات الأخرى ـ خصوصاً «عالم الفن» ـ خاويةً إلا من هؤلاء الذين لم تفكّر «روتانا» فيهم. ولو كان هذا السيناريو صحيحاً، فإنّ الطرب العربي يكون تحوّل إلى «ألبوم صور» تحرص الشركة السعودية على الاحتفاظ به، من دون التفكير بأنّ هذه الصور نفسها ستشارك في حفلات التوقيع التي لا يعقبها الكثير غالباً. وهنا يُطرح سؤال: كيف لشركة ــ مهما كانت أهدافها وتمويلها ــ أن تضمّ أسماءً جديدة وتنفق على حفلات توقيع بينما مطربوها المتعاقدون معها يشتكون من غياب التمويل الكافي لأعمالهم وأغنياتهم المصوّرة؟
والمفارقة أنّ الشكوى تأتي من الجميع لا من المصريين فقط. هناك الكثير من الأسماء اللبنانية التي تعيش الغضب سراً وعلناً بسبب تفاوت اهتمام الإدارة بهم. وحدهم الخليجيون لا يشتكون. وجاءت شائعة الاحتفال بتوقيع هيفا وهبي أوّل من أمس في بيروت عقداً مع «روتانا» بينما كانت الحفلة مناسَبة كي تؤكّد إليسا محاولات «روتانا» المستمرة لتصحيح الأوضاع. إذ يتردد أن علاقة إليسا السيئة بالصحافيين كانت وراء تذييل بطاقة الدعوة بعنوان عريض هو «المفاجأة الفنية»، وذلك بهدف ضمان حضور مكثف يساعد على تهدئة الوضع مع الفنانة اللبنانية. ويتردّد أن المحاولات جارية للتصالح مع نجوى كرم وباقي الغاضبين أمثال فارس كرم ومحمد فؤاد وغيرهم...
يحدث كل هذا من دون أن تجد في «روتانا» مَن يقول لكَ سبب إلغاء عقد رجاء مصابني بسبب تراجع المبيعات، دون غيرها من الفنانين. كذلك، لن يجيبك أحد من الشركة عن الموعد النهائي لصدور ألبومات عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب ومي كساب.