يقدّم «المعهد الفرنسي في بيروت» معرضاً فوتوغرافياً للمصور الفرنسي الشاب إدوار إلياس (١٩٩١) عن اللاجئين السوريين في لبنان. ولد إدوار في منطقة الغار في فرنسا، وعاش عشر سنوات في القاهرة ليعود إلى فرنسا عام ٢٠٠٩ حيث درس التصوير الفوتوغرافي في مدرسة «كوندي» في آنسي. اهتمام ادوار بصور الحرب قاده إلى مخيمات اللاجئين في تركيا وبورما كذلك دخل حلب. في ٦ حزيران (يونيو) ٢٠١٣، أُسر في شمال حلب مع ثلاثة صحافيين آخرين، ليطلق سراحهم بعد عشرة أشهر من الأسر.
أما اليوم في قاعة المعارض في «المعهد الفرنسي في بيروت»، فيقدم إدوار سلسلة صور فوتوغرافيّة التقطها في مخيمات اللاجئين في لبنان حيث تعمل منظمة الإغاثة الأوليّة. في بعض الصور، يظهر عمّال المنظمة وهم في المخيمات يحاولون مساعدة اللاجئين في تأمين بعض حاجاتهم، فيما تلتقط صور أخرى بعض اللحظات اليوميّة من معيوش اللاجئين كأطفال يلعبون، ورجال في وقت الصلاة، وأخرى ملتقطة داخل الصفوف أو خلال ورش عمل. تبقى الصور الأكثر تعبيراً هي بورتريهات لأطفال وبالغين ضمن فضاء البؤس الذين يعيشون فيه. رغم التشابه بين الصور الفوتوغرافيّة الصحافيّة للاجئين السوريين أينما كانوا، إلا أنه جلياً أن لدى ادوار حساسيّة عالية وذكاء مكنّاه من التقاط بورتريهات تقدّم كثيراً من المعلومات عن الأسى والمصاعب التي تأسر وجوه بورتريهاته من دون أن يقع في فخ استثارة الشفقة.
حساسيّة عالية وذكاء في التقاط صور اللاجئين في لبنان
لكنّ السؤال الذي يطرح دائماً حول صور الحرب وأهميّتها يبقى مطروحاً هنا في المعرض. لمن ولماذا تلتقط الصور؟ هل الهدف تقديم معلومة مفقودة والتأثير في الرأي العام؟ وعن أيّ رأي عام نتكلم؟ ها نحن في لبنان حيث التقطت تلك الصور لم نحرّك ساكناً إثر إصدار دولتنا قانوناً جديداً مخزياً لتقليص اللجوء السوري في لبنان عبر فرض إجراءات قسيمة دخول تصل في أحد بنودها إلى فرض نظام الكفالة. ولنا شوط من العنصريّة تجاه السوريين لا يتنهي، ويظهر في إحدى صور إدوار الملتقطة ليافطة لبلديّة حلبا تفرض حظر التجول على السوريين. أمّ أنّ هذه الصور قد تؤثر في الرأي العام الفرنسي والدولي الذي تسهم حكوماته في إطالة أمد الحرب لحين إيجاد حل سياسي؟ أمد يذهب ضحيته مزيد ومزيد من القتلى، ويتزايد عبره اللاجئون الهاربون من الرصاص ليموتوا في برد بقاع لبنان وعكاره. من المؤكد أن تلك الصور سوف تبقى للتاريخ توثيقاً لحرب جديدة تضاف فيها صور اللاجئين السوريين، إلى جانب صور الأسد خلال زياراته جنود الجيش السوري في جوبر ليلة رأس السنة، بعدما شكّك بصدقيتها كثير من المعارضين. ويبقى للتاريخ حقّ الفصل.



Exils Syriens: حتى اليوم ـــ «المعهد الفرنسي في بيروت»، طريق الشام ـ للاستعلام: 01/420200