بيار أبي صعب الحرّ يقتل في الطابق الثاني من وزارة السياحة. نورا جنبلاط امرأة مجروحة بعد كل هذا الصخب حول جاد المليح. وقد جاءت رئيسة لجنة «مهرجانات بيت الدين» تقول حسرتها وغضبها أمام الإعلام، في نصٍّ دقيق العبارة، هادئ النبرة، كاظم الغيظ غالباً. الفرصة كانت مغرية جداً كي يتركها مولى الدار تفلت من يده. وزير السياحة إيلي ماروني، أخرج لنا من قبّعته أرنباً، وصمده أمامنا: إنه النائب المنتخب (المبتسم) نديم الجميّل. مفاجأة اليوم! اتهم ماروني خصومه بـ«التهويل» الذي يخدم إسرائيل. هو لا يحبّ من يخدمون إسرائيل. كل ما يطلبه أن نبتعد عن التسييس، تطبيقاً لشعاره الأثير «الفنّ للفنّ والسياحة للسياحة»! حضور الشيخ نديم بيننا مجرّد بيرفورمانس فنيّة إذاً؟ تبقى مشكلة بسيطة: معاليه يظن جاد المليح... مغنيّاً. وزير الثقافة تمّام سلام انتظرناه ساعة في القيظ، ليقول كلاماً توفيقياً وعاماً: «كيف بدنا نحاسب الإنسان على دينه؟»، أو «السياحة مدخول أساسي لنا في لبنان». ثم تكلّم وزير الإعلام طارق متري فتنفسنا الصعداء. فهو يعرف الملفّ، ويعرف الفنّان، وقد تابع كلّ ما كتب في القضيّة. ميّز متري بين دوافع الحملة ضدّ المليح وهي «وطنيّة مشروعة»، ونتائجها «المؤذية». واستخلص أننا خسرنا معركتنا أمام الرأي العام. تلفزيون «المنار» أيضاً كان هنا. خاض زميلنا عبد الله شمس الدين مواجهة هادئة، فيها لوم وتوضيحات، وردّ على التهم العشوائيّة الموجهة إلى محطته. لكنّه مصرّ على أن المليح خدم في الجيش الإسرائيلي... كنا قد خرجنا من القاعة، حين وصل وزير الداخليّة زياد بارود.