كامل جابركأنه كُتب على جمهور المهرجانات في لبنان، أن يتكلّف الصعاب والزحمة والإجراءات الأمنية حالما يحضر «الشخص» هذه المهرجانات! و«الشخص» هنا ليس نجم مسرحية الرحابنة، بل هو رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان! لم يعتد الجمهور العفوي لمارسيل خليفة الذي رافق مسيرته منذ انطلاقته، ولا الأجيال التي تربّت على موسيقاه وأغانيه، أن تهتف معه وتتمايل وهي مطوّقة بالعسكر و«عيون الأمن» بعدما وصلت إليه بتعب من بوابات التفتيش والتدقيق.
هكذا، تحولت مدينة صور ليل السبت، إلى ثكنة عسكرية انتشر فيها عناصر الأمن في كل شارع وحي، ما اضطر الكثيرين من جمهور خليفة إلى التأخّر عن حفلته التي تندرج ضمن «مهرجان صور». كل ذلك لأنّ رئيس الجمهورية حلّ على الحفلة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته رندة، فضلاً عن رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة وحشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين.
مع ذلك، استعاد جمهور خليفة سجيته وطبيعته، وبدا حافظاً لأغانيه بل وصلاته الموسيقية. وحده مارسيل كان «حائراً» واستبق كل أغنية بسؤال ردّده مخاطباً الجمهور: «هل تتذكرونها؛ هل ما زلتم تحفظونها؟». وكان الرد يأتي بإنشاد الجمهور للأغنية قبل انطلاق الموسيقى، فيبتسم نجم مهرجانات صور ويقول: «إذاً، مع الموسيقى».
ووسط التصفيق الحار، بدأ مرسيل وأميمة الخليل الحفلة بأغنية «ركوة عرب» ثم «يا حادي العيس» التي انتهت بهتاف «شيوعي، شيوعي». وغنّى أعماله المعروفة مثل «بين ريتا وعيوني بندقية» و«منتصب القامة أمشي»، و«في البال أغنية» و«جواز السفر» و«عصفور طل من الشباك» التي أهداها «إلى كل السجناء العرب في السجون الإسرائيلية وأيضاً إلى كل السجناء العرب في السجون العربية». وانتهت بعزف لرامي خليفة على البيانو قاطعه الجمهور مراراً بالتصفيق الحار. ثم أنشد خليفة مع أميمة «أمي تعد أصابعي العشرين عن بعد، تمشطني بخصلة شعرها الذهبي؛ تبحث في ثيابي الداخلية عن نساء أجنبيات وترثو جوربي المقطوع».
وقبل إنشاد أغنية «يا طير الجنوب»، قال خليفة: «منذ زمن، كنت أتصفح الجريدة فعثرت على نص شعري أعجبني فوجدته للرئيس نبيه بري، فكانت الأغنية التي يقول مطلعها: يا طير الجنوب. يا حبّ الجنوب. يا عريس الجنوب». وأضاف: «كم نتمنى أن نكون شعراء حتى في السياسة» مشيراً ومعقّباً على ما قاله الشاعر شوقي بزيع خلال كلمته في افتتاح الحفلة، من أنّ أول أمسية أقامها خليفة في صور كانت في الملجأ. وختاماً أنشد خليفة مع الفرقة «يا بحرية».