محمد عبد الرحمنيعرف القائمون على إدارة قنوات التلفزيون المصري جيداً أن ترحيب النجوم بالظهور على شاشته لا يهدف فقط إلى الوصول للجمهور المصري الذي لا يزال يتابع المحطات الأرضية. إذ إنّ هذا الجمهور يتّجه تدريجاً نحو «الانقراض» بعدما غزت الفضائيات الخاصة معظم المنازل. بل إن السبب الأبرز، هو تأكيد الفنانين أنهم يتعاملون «بودّ» مع شاشة الدولة. حتى إن بعضهم لا يزال يظهر بلا مقابل مادي إلا في البرامج التي تموّل من خارج ميزانية «ماسبيرو».
وإذا حاول أحد النجوم التمرّد على هذه القاعدة، ورفض الظهور على إحدى القنوات الرسمية، فإنّه سيواجه حتماً عدداً من المشاكل. هكذا مثلاً، وعد النجم أحمد السقا مسؤولي برنامج «البيت بيتك» بالظهور ضمن حلقاته، في نوع من الاعتذار غير المباشر عن الأزمة التي حصلت قبل شهر. يومها أكّد السقا لمسؤولي البرنامج أنّه سيظهر معهم. غير أنّ المفاجأة كانت ظهور النجم الشاب مع منى الشاذلي في إحدى حلقات برنامجها الشهير «العاشرة مساءً». وتطوّر الغضب من السقا، عندما أعلن رئيس قناة «نايل سينما» عمر زهران أنّ النجم الشاب رفض بـ«طريقة غير لائقة» المشاركة في حلقة برنامج «استوديو مصر» التي كانت ستتناول فيلمه «إبراهيم الأبيض».

شائعات وهجوم حادّ عليه بسبب رفضه الظهور على تلفزيون الدولة!
هكذا شنّت حملة هجوم غير مسبوقة على السقا، استُخدمت فيها شائعات مختلفة أبرزها منع عرض أفلامه على القنوات الأرضية أو «نايل سينما». وقد نفى زهران لـ«الأخبار» كل ذلك، مؤكداً أنّ القناة الحكومية (نايل سينما) دفعت أموالاً للحصول على حقّ عرض هذه الأفلام، وأن ذلك لن يتغيّر بسبب خلاف مع البطل. كذلك أصرّ على أن غضب المحطة من الممثل المصري سببه رفضه الإجابة عن كل الاتصالات، حتى عندما حاول رئيس القناة الاتصال به. وأضاف أنّه كان لا بدّ من إطلاع الجمهور على كل هذه التطوّرات حتى لا تتّهم المحطة بأنها تسيء معاملة النجوم أو أنها فشلت في الوصول إلى السقا. غير أن زهران أعلن أنّ ما فعله أحمد السقا هو استثناء غير مبرّر. إذ إن الشاشة نفسها سبق أن استقبلت عمر الشريف وعادل إمام وغيرهما من النجوم الذين لم يكفّوا يوماً عن دعم القناة. أما السقا فيبدو أنه فوجئ بحجم الهجوم الذي شُنّ عليه في الصحف إثر كل هذه الحوادث المتراكمة. وتزامن ذلك مع حملة انتقادات طالته بسبب تراجع إيرادات «إبراهيم الأبيض»، ففضّل تهدئة الحرب على جبهة التلفزيون الحكومي، ليوفّر مجهوده للجبهات الأخرى.
وقد تكرّر الأمر مع الفنانَين حكيم وتامر حسني، وخصوصاً بعدما رفض هذا الأخير السماح لكاميرات التلفزيون المصري بتصوير حفلاته الخاصة في «مهرجان الإسكندرية الدولي».وبين هذا وذاك، يبدو أن القواعد المتعارف عليها التي تحكم العلاقة بين النجوم و«ماسبيرو» قد ضاعت، وخصوصاً إذا اعترفنا أن القنوات المصرية الرسمية نادراً ما تحاول الاحتكام إلى هذه القواعد، وتفضّل شنّ هجوم حادّ على المتردّدين والتشكيك بوطنيّتهم فقط لأنه رفضوا الظهور على شاشاتها.