وفي رسالته أشاد غويتيسولو بلجنة التحكيم التي ضمّت بين أعضائها الناقد المصري المتخصص في الدراسات الإسبانية صلاح فضل، وأشار إلى المستوى الأدبي والأخلاقي للجنة، وأضاف أنَّ دواعي منحه الجائزة تستحق بدورها التقدير عينه. لكنَّه أشار إلى أنّ احترامه للثقافة العربية والقضايا العادلة كانت دافعه الحقيقي وراء توجيه الرسالة. وقال صاحب «إسبانيا في مواجهة التاريخ... فكّ العقد» إنَّ «استقامة جميع أعضاء اللجنة التي منحتني الجائزة
قاوم فرانكو فكيف يقبل جائزة القذّافي؟
وفي رسالة أخرى، تمنّى الروائي الإسباني الذي اشتهر بمقاومة الـ«فرانكيّة»، على الناقد المصري صلاح فضل «تفهّم الدوافع التي أملت اتخاذ هذا القرار». إذ كتب يقول: «لست شخصاً ينساق وراء القضايا بطريقة هوجاء. لكنّني في إطار احترامي الخاص للشعوب العربية وثقافتها الرائعة، انتقدتُ دائماً، وكلَّما استطعت، الأنظمة الخاضعة لحكم السلالات التي تستبدّ بشعوبها، وتبقيها في الفقر والجهل». وأضاف المستشرق والصحافي أنّ رفضه الجائزة «خففه من ثقل مضنٍ، هو الذي لم يجرِ في حياته وراء الجوائز»... لافتاً إلى أنّ قبول بعضها جاء غالباً من باب «التأدب» مع من منحوها له. لكنّه أستدرك أنّه هنا أمام حالة لا تترك الخيار. «أن أقبل جائزة يمنحها القذافي، فإنّ الأمر مستحيل تماماً» ختم غويتيسولو.