إذاً، أصبح على المخرجين السوريين أن يعيدوا حساباتهم، كي لا يقعوا في أخطاء نظرائهم المصريين الذين استسهلوا اللعب على المضمون، فخرجوا من حسابات المنتجين من دون أن يشفع لهم تاريخهم الطويل.
هكذا لم يوفّق باسل الخطيب في تكرار النجاح الذي حقّقه مع مسلسل «ناصر» العام الماضي، وخرج من تجربة «أدهم الشرقاوي» بعدما فشل في تحويل أبطال المسلسل إلى نجوم قادرين على لفت الانتباه. ولعلّ الخطيب يدرك الآن أنّ الآمال التي علّقها على المشروع في بدايته تبخّرت لأسباب لم يكن يعرفها قبل بدء التصوير. إذ غابت وعود المنتجين وإبداع الممثلين ما إن دارت الكاميرا. وينطبق هذا الواقع على عمل الخطيب الأبرز وهو مسلسل «القدس» الذي تصدّى له المنتج تامر مرسي، خلال عدوان غزة.
رشا شربتجي صمدت وحيدةً مع «إبن الأرندلي»
الأمر نفسه تكرر مع المخرج محمد عزيزية، وإن كان الأخير لم يقدم مسلسلاً مصرياً بحتاً. إذ شارك في «صدق وعده» عدد من النجوم العرب. لكن عزيزية الذي قدّم مسلسلَين ليسرا، لا يزال يبحث عن دفعة قوية تثّبت قدَميه في مصر. مع ذلك، يبقى النقد الأقسى من نصيب محمد زهير رجب الذي حمّله النقاد مسؤولية اختيار صفاء سلطان ومعها أحمد فلوكس لتقديم شخصيتي ليلى مراد وأنور وجدي في «أنا قلبي دليلي». إذ هبط كلاهما بمستوى المسلسل ولم ينجح باقي الممثلين المخضرمين في إنقاذه مثل عزت أبو عوف وعبد الرحمن أبو زهرة بسبب تراجع مساحة أدوارهما بعد الحلقات الأولى.
غير أنّ هذا الواقع وجد من يشذّ عنه، وهي المخرجة رشا شربتجي، وذلك بعد نجاح مسلسلها «إبن الأرندلي» وإن عزاه بعضهم إلى خبرة يحيى الفخراني. هذا إضافة إلى النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسلها السوري «زمن العار» في كلّ أنحاء العالم العربي. ومع انقضاء رمضان هذا العام، تكون رشا شربتجي المخرجة السورية الوحيدة التي تقدّم قي ثلاث سنوات متتالية أعمالاً مصرية.