مرّة جديدة، أكّد الممثل المخضرم أنه لا يزال «غول التمثيل» بلا منازع. أدرك جيداً طريقه إلى قلوب المشاهدين، فكان مسلسله الأفضل في رمضان الحالي
محمد عبد الرحمن
هذه المرة لعب يحيى الفخراني على المضمون. لم يكن ممكناً تكرار مغامرة «شرف فتح الباب»، هذا المسلسل الذي انقسمت حوله الآراء في رمضان الماضي، عندما رفض الممثل التلفزيوني الأشهر أن يعيش في جلباب حمادة عزو، وهو الدور الذي لعبه في مسلسل «يتربى في عزو»، واختار أن يقدّم قصة درامية عن الموظف المتديّن الذي يضعف أمام الرشوة.
كان الفخراني يحتاج إلى تذكير النقاد قبل الجمهور بأنه لا يزال «غول التمثيل» القادر على العودة إلى القمة من جديد. بالتالي، جاءت التعليقات على مسلسله الجديد «إبن الأرندلي» لتجمع على أنّه يمكن التغاضي عن كل الثغرات فقط لأن «الدكتور يحيى» يعرف كيف يرضي جمهوره ويقدّم له ما يحبه.
منذ نجح في كسر قاعدة القائلة إنّ النجم ينبغي أن يكون رشيقاً ووسيماً، وبعدما اعتلى بلا منازع عرش الدراما المصرية في السنوات العشرين الأخيرة، بات مدركاً سبل العودة إلى منازل المشاهد من جديد. هكذا نجح في تقليل الإخفاقات التي نسيها الجمهور سريعاً، بسبب الأعمال الجديدة للفخراني ورصيده الكبير. إذ يعدّ مع نور الشريف من أكثر الممثلين الذين تعاد مسلسلاتهم طيلة السنة على القنوات الفضائية.

نانسي عجرم فرضت نفسها بقوة في سوق أغنيات المسلسلات

نسي إذاً الجمهور سريعاً مسلسل «المرسي والبحار» وتعاملوا برفق مع «شرف فتح الباب» لأن الفخراني قدّم لهم بالمقابل «عباس الأبيض في اليوم الأسود» و«يتربّى في عزو» و«سكة الهلالي» و«الليل وأخره» وما قدّمه مع أسامة أنور عكاشة.
لكن في «إبن الأرندلي»، لم يكتف الفخراني بالعودة إلى الخط الدرامي الذي يعجب الجمهور، بل استجاب لنداء نانسي عجرم في تتر المسلسل «يا قديم يا إبن الارندلي». هكذا أراد تذكير الجمهور بصولاته وجولاته في الدراما المصرية. شخصية عبد البديع الأرندلي ذكرت الجمهور بجانب من شخصية العجوز المتصابي في «يتربى في عزو» وطريقته في التعامل مع القضايا خلال الحلقات الأولى التي أعادت إلى الأذهان مسلسله الذائع الصيت «أوبرا عايدة». فيما كان لشخصية النصاب التي قدمها في «لما التعلب فات» ظلال ولو طفيفة في رمضان هذا العام، ولا يزال الجمهور ينتظر مفاجأة الحلقة الأخيرة.
ويجسّد الفخراني في «إبن الأرندلي» شخصية محام انتظر سنوات طويلة حتى يرث ثروة عمه التي تقدّر بـ90 مليون جنيه (15 مليون دولار). وبعد وفاة عمّه، يفاجأ بأنه لم يترك له سوى 22 مليون جنيه، أما باقي الأموال فذهبت إلى ممرضة العمّ وابن أخيه وحبيبته السابقة. ليقرر الفخراني الزواج منهن جميعاً ضارباً عرض الحائط بمشاعر زوجته الأولى التي أدت دورها ببراعة دلال عبد العزيز. وأعاد المسلسل الكثير من التوهّج للممثلة المخضرمة معالي زايد في شخصية دولت الأرندلي. كما تميز كالعادة صلاح رشوان في دور الصديق المخلص للمحامي الطماع. هو ما تكرر مع وفاء عامر في دور الممرضة، فيما برز من الوجوه الجديدة حسن الرداد وأميرة هاني ومحمد حسني ومحمد الأحمدي. وطبعاً مع هؤلاء كلهم، لا بدّ من ذكر نانسي عجرم التي فرضت نفسها بقوة في سوق أغنيات المسلسلات. وفيما يتكتم صنّاع العمل عن ملامح النهاية، يتردد أن الأرندلي سيستعيد الثروة لكنه سينتهي مثل عمه مقعداً في قصر كبير لا يستطيع الخروج منه رغم كل ملايينه.