رام الله ـــ يوسف الشايب
فيما شهدت حملة الإدانة العالميّة تصعيداً ضدّ «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» يوم افتتاحه (الخميس)، مع انعقاد مؤتمر صحافي لجماعة «إعلان تورنتو» وتزايد عدد الموقّعين عليه، كان عشرات السينمائيين والأدباء والكتّاب والإعلاميين يعتصمون أمام الممثّلية الكندية في رام الله، احتجاجاً على احتفاء المهرجان المذكور بـ«مئويّة تل أبيب» عبر إحدى تظاهراته: «من مدينة إلى مدينة» (راجع «الأخبار» 31/ 8، ثم 7و 9/ 9). رفع المعتصمون لافتات تندد بالاحتلال الإسرائيلي، وتستنكر تكريم تل أبيب، وتدعو إلى عدم توظيف الثقافة والفن لمحو جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الشعب الفلسطيني.
وأكدت «جماعة السينما الفلسطينية» التي أطلقت المبادرة، في بيان لها، أنّ هذا الاعتصام يأتي خطوة إضافية من خطوات الحملة الاحتجاجية ضد تكريم تلّ أبيب في «تورنتو»، وجزءاً من الحملة الدولية لإدانة المهرجان والتي اندمجت الحملة الفلسطينية رسمياً في إطارها.
وأضافت الجماعة في بيانها الذي سلّمه المخرج يحيى بركات والسينمائية ناهد عواد إلى ممثّل كندا لدى السلطة الفلسطينية: «نحن المشاركين في الاعتصام من سينمائيين، ومثقفين، وكتّاب، وأكاديميين، وإعلاميين، وغيرهم، نؤكد أننا لسنا ضد أحد، وأننا لسنا ضد حرية التعبير كما يحاول أن يروّج بعضهم، بل إننا هنا لتأكيد حرية التعبير، وحقنا في الاحتجاج السلمي، رافضين تجيير المحافل الفنية الدولية لتلميع سياسة الاحتلال الإسرائيلي الذي يمعن في ممارساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، من قتل واعتقال وهدم منازل ومصادرة أراض وحواجز عسكرية وجدار فصل عنصري».
وأدان البيان «اختيار تل أبيب، من قبل إدارة «مهرجان تورنتو»، للاحتفاء بها سينمائياً». وأضاف: «نرى أنّ قرار إدارة مهرجان تورنتو هذا يندرج في إطار الانحياز للرواية الصهيونية والترويج للادّعاءات الإسرائيلية، إضافة إلى كونه يمسّ في الصميم قدسية القضية الفلسطينية وعدالتها، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها في عام 1948، بما في ذلك تل أبيب التي أقيمت على أنقاض مدينة يافا وبلدة تل الربيع الفلسطينيّتين... ونرى أيضاً أن القرار يندرج في إطار تقدير القاتل».
بيان ساخط إلى ممثّل كندا لدى السلطة الفلسطينية
وقال يحيى بركات: «الاعتصام هو الخطوة الثالثة التي نقوم بها ضد تكريم تل أبيب في مهرجان تورنتو، وتأتي بعد البيان الاحتجاجي، وحملة التواقيع التي أطلقتها «جماعة السينما الفلسطينيّة» عبر بريدها الإلكتروني ومواقع شهيرة على الشبكة، وعبر وسائل الإعلام المحلية والعربية».
من جهته، شدّد السينمائي رائد الحلو على أن رسالة الاعتصام هي تذكير «مهرجان تورنتو» والرأي العام الكندي والعالمي بما تخطط الدوائر الصهيونيّة لمحوه، عبر مبادرات من هذا النوع: أي عذابات الفلسطينيين اليومية في غزة والضفة والقدس المحتلة، من جرّاء السياسة العنصرية للاحتلال الإسرائيلي. ويضيف: «نحن لسنا ضد أي مهرجان فنّي أو ثقافي في العالم، لكننا ضد الاحتلال، وضد تجاهل الجرائم اليوميّة البشعة التي ترتكب منهجيّاً بحقّ شعبنا على يد الجيش الإسرائيلي».