محمد عبد الرحمنكلّ مرة يلتقي ممثّلون من جنسيّات عربية مختلفة زملاءهم الممثلين المصريين، يستغلّ الوسط الفنّي هذا التعاون للتأكيد على أنّ العلاقات العربية في أفضل حال. ويأتي ذلك في إطار الردّ على الاتهامات التي يوجّهها بين فينة وأخرى الفنانون المصريون ضدّ النجوم العرب «الساعين إلى الشهرة في هوليوود الشرق». كذلك، فهذا التعاون يخفّف من وطأة الهجمات التي تستهدف الممثلين اللبنانيين والسوريين وترى في تمثيل هؤلاء في القاهرة تنازلاً عن هوياتهم.
وآخر هذه الأعمال المشتركة مسلسل «الجامعة» الذي كتبه محمود دسوقي. يدور العمل حول مجموعة شباب عرب يتعلّمون في جامعة مصرية خاصّة. القصة طبعاً مقتبسة عن واقع حقيقي، فمئات الطلاب العرب يقصدون مصر لاستكمال تحصيلهم. ويسعى المخرج هاني خليفة، العائد بعد ست سنوات من تقديمه فيلم «سهر الليالي، إلى التركيز على القواسم المشتركة بين الشباب في مختلف أنحاء العالم العربي.
وتتقاسم البطولة في المسلسل ستّ شخصيات رئيسية هم سعوديان ومصريان ولبنانية، إلى جانب عشرات الشخصيات المساعدة، وهي بمعظمها لطلاب مصريين، إضافة إلى أساتذة من جنسيات عربية مختلفة. إذاً، تجري الأحداث خلف أسوار إحدى الجامعات المصرية الخاصة، وتصوّر مجتمعاً عربياً شاباً يسعى هاني خليفة إلى الاقتراب منه وتقديمه على حقيقته، لكن بتقنيات سينمائية مميزة «ستلفت انتباه جمهور الدراما العربية» يقول خليفة لـ«الأخبار». وسيستخدم المخرج وسائل تقنية حديثة، بعد فترات تدريب طويلة خضع لها الممثلون، لإنجاز 15 حلقة فقط في فترة زمنية كانت كافية لإنجاز... 60 حلقة من مسلسلات رمضان المعتادة. لكن جهد فريق العمل الذي بدأ منذ عام، لا يقتصر على تدريب الممثلين واختيارهم. يومها أجريت دراسات في سبع دول عربية لمعرفة

يتقاسم بطولة المسلسل سعوديان ومصريان... ولبنانية
أفكار الشباب العربي وتوجهاته ورسم الشخصيات التي تعكس واقع هذا الجيل. كل ذلك بهدف تقديمها على الشاشة لجمهور الشباب وأيضاً للكبار الذين ستتاح لهم فرصة دخول الجامعة وإن كان عبر الشاشة الصغيرة فقط. في هذا الإطار، يؤكّد خليفة أن المسلسل لا يهدف إلى توعية الشباب العربي على مشاكلهم، «لأنّي أرفض الخطاب المباشر في الأعمال الفنية». ويبدو واثقاً من أنّ الجمهور سيستمتع بمشاهدة مباراة تمثيلية مميزة بين الوجوه الجديدة. «أبطال المسلسل سيكونون نجوماً مميزين خلال السنوات المقبلة لأن في الوطن العربي مواهب تستحق البحث عنها بجدية بعيداً عن حسابات السوق». ويرفض خليفة في آن الكشف عن أسماء الأبطال الستة أو طبيعة الشخصيات التي سيلعبونها تاركاً ذلك لمرحلة مقبلة، قد تكون بعد انتهاء التصوير في آذار (مارس) 2010. الأكيد حتى الآن أنّ المسلسل لن يعرض في رمضان المقبل، لكن خليفة يفضّل ترك موعد العرض وأسماء القنوات التي تتفاوض حالياً لشراء المسلسل من الشركة المنتجة «الكرمة» لمرحلة ما بعد انتهاء التصوير.