بغداد ــ حسام السراي
عروض امتلأت بالإحالات على الواقع العراقي
أحد أهم عروض الأسبوع كان من حصة إبراهيم حنون ومسرحيته «الموت والعذراء» (أعدّها عن نص للتشيلي فلاديميرو أرييل دورفمان، ومثّل فيها خالد أحمد مصطفى وميلاد سري وماجد فريد...). تتزاحم الأسئلة والتأويلات في مشاهد «الموت والعذراء» وهي تتقلّب بين ثلاث شخصيات رئيسية: الزوج وزوجته والطبيب. الزوجة (المعتقلة في سجون النظام السابق) لا تحب سماع موسيقى شوبرت التي اغتصبها الطبيب على أنغامها. تجدها تصرّ على الانتقام من مغتصبها، بعد أن تلتقيه مصادفةً، بينما يحمل زوجها رسالة التسامح التي تُسدل الستار على هذا العرض، بقصدية اللاجدوى من الثأر.
الأسبوع المسرحي شهد أيضاً عرض «في مخفر الشرطة القديم» لمخرجها ومؤلفها مناضل داود. تتحدث المسرحية عن مجموعة عراقيّين هاجروا أو هُجّروا قسراً خارج العراق، فيجدون أنفسهم في بيت يجمعهم فيه الارتحال إلى دولة مجاورة. لكنهم لا يستطيعون النوم فيه ليلة واحدة وهم يسردون قصصهم الواحدة تلو الأخرى، ثم يكتشفون في النهاية أنّهم يعيشون في بيت كان مخفراً للشرطة.
ومن العروض الأخرى التي قدمت، المسرحيّة الجديدة لـ«فرقة النجف الوطنيّة». «من يمنحني نصاً» (تأليف وإخراج علي المطبعي) ومسرحيتين قدّمتهما كليّتا الفنون الجميلة في بغداد والبصرة: «مرض الشرق الديموقراطيّ» (إعداد وإخراج هيثم عبدالرزاق)، و«ارتحال في زمن الصمت» (سيناريو وإخراج حازم عبد المجيد) لم تخرجا عن إطار الإحالات على الواقع العراقيّ وما تصوغه الأحداث من يوميات عراقيّة دامية. وعلى هامش العروض، أقيمت جلسات نقديّة شارك فيها نقاد وأكاديميون، كذلك كُرّم عدد من رواد المسرح العراقيّ أبرزهم أسعد عبدالرزاق وعزيز خيون وكاظم النصار وعواطف نعيم وبشرى إسماعيل وعلاوي حسين وأنس عبدالصمد...