جميل أن يحيي أحمد قعبور أغنيات عمر الزعنّي (١٨٩٨ ــــ ١٩٦١)، كما فعل في الجامعة العربيّة قبل فترة، وهو سيعاود الكرّة مساء غد الأحد، مع عدد من زملائه، خلال الأمسية التكريميّة التي ينظّمها «نادي لكلّ الناس» لـ«فنّان الشعب». حتّى لو كان قعبور ينتمي إلى تجربة أخرى، فهناك جذور سريّة تربطه بالزعنّي: بعضها ثقافي وفنّي، وبعضها الآخر له علاقة بتاريخ هذا الأخير، ومعاركه السياسيّة والاجتماعيّة، عبر الأغنية والقصيدة.
من "كلو نضيف كلو ظريف"
هذه التجربة المميّزة على خريطة الأغنية الجديدة في لبنان، تبدو بين الأكثر ارتباطاً بعمر الزعنّي وفنّه
خالجنا هذا الشعور ونحن نستمع إلى «مشروع ليلى» للمرّة الأولى في أحد شوارع بيروت قبل عامين. عمر الزعنّي لم يكن بعيداً تلك الليلة. وكم نتمنّى أن يمضي سنّو ورفاقه أبعد في راديكاليّتهم، تيمّناً بالمعلّم الذي سخر من معاصريه بوعي نقدي اجتماعي ووطني وقومي، وتمنّى «لو كنت حصان في بيت سرسق، باكل فستق باكل بندق». وقارع الانتداب، ثم وخز بإبره الرئيس بشاره الخوري. وسخر من الأغنياء، وذاق طعم السجن والنفي. وصرخ بالعرب المنشغلين بالحجاب: «الدنيا قايمة والشعب غافل/ راحت بلادكم ما حدّ سائل/ شوفوا البلايا، شوفوا الزرايا/ والشعب قايم على الملاية»...